صفحة جزء
يبر

يبر : يبرين : اسم موضع يقال له رمل يبرين ، وفيه لغتان : يبرون ، في الرفع ، وفي الجر ، والنصب يبرين ، لا ينصرف للتعريف والتأنيث فجرى إعرابه كإعرابه ; وليست يبرين هذه العلمية منقولة من قولك : هن يبرين لفلان يعارضنه كقول أبي النجم :


يبري لها من أيمن وأشمل



يدل على أنه ليس منقولا منه قوله فيه يبرون ، وليس لك أن تقول إن يبرين من بريت القلم ويبرون من بروته ، ويكون العلم منقولا منهما ، فقد حكى أبو زيد بريت القلم وبروته ، وقال : ولهذا نظائر كقنيت [ ص: 307 ] وقنوت وكنيت وكنوت ، فيكون يبرون على هذا كيكنون من قولك : هن يكنون ، ويبرين كيكنين من قولك : هن يكنين ، وإنما منعك أن تحمل يبرين ويبرون على بريت وبروت أن العرب قالت : هذه يبرين ، فلو كانت يبرون من بروت لقالوا هذه يبرون ولم يقله أحد من العرب ، ألا ترى أنك لو سميت رجلا بيغزون ، فيمن جعل النون علامة الجمع ، لقلت هذا يغزون ؟ قال : فدل ما ذكرناه على أن الياء والواو في يبرين ويبرون ليستا لامين ، وإنما هما كهيئة الجمع كفلسطين وفلسطون ، وإذا كانت واو جمع كانت زائدة وبعدها النون زائدة أيضا ، فحروف الاسم على ذلك ثلاثة كأنه ، يبر ، ويبر ، وإذا كانت ثلاثة فالياء فيها أصل لا زائدة ; لأن الياء إذا طرحتها من الاسم فبقي منه أقل من الثلاثة لم يحكم عليها بالزيادة ألبتة ، على ما أحكمه لك سيبويه في باب علل ما تجعله زائدا من حروف الزوائد ، يدلك على أن ياء يبرين ليست للمضارعة أنهم قالوا أبرين ، فلو كان حرف مضارعة لم يبدلوا مكانه غيره ، ولم نجد ذلك في كلامهم ألبتة ، فأما قولهم أعصر ويعصر ، اسم رجل فليس مسمى بالفعل ، وإنما سمي بأعصر جمع عصر ، الذي هو الدهر وإنما سمي به لقوله أنشده أبو زيد :


أخليد إن أباك غير رأسه     مر الليالي واختلاف الأعصر


وسهل ذلك في الجمع ; لأن همزته ليست للمضارعة ، وإنما هي لصيغة الجمع ، والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية