صفحة جزء
ينع

ينع : ينع الثمر يينع ويينع ينعا وينعا وينوعا ، فهو يانع من ثمر ينع وأينع يونع إيناعا ، كلاهما : أدرك ونضج ، قال الجوهري : ولم تسقط الياء في المستقبل لتقويها بأختها . وفي حديث خباب : ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها . أينع يونع وينع يينع : أدرك ونضج ، وأينع أكثر استعمالا ، وقرئ وينعه وينعه ويانعه ; قال الشاعر :


في قباب حول دسكرة حولها الزيتون قد ينعا



قال ابن بري : هو للأحوص أو يزيد بن معاوية أو عبد الرحمن بن حسان ; وقال آخر :


لقد أمرتني أم أوفى سفاهة     لأهجر هجرا حين أرطب يانعه



أراد هجرا ، فسكن ضرورة . والينع : النضج . وفي التنزيل : انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه . وثمر ينيع وأينع ويانع ، والينيع واليانع مثل النضيج والناضج ; قال عمرو بن معد يكرب :


كأن على عوارضهن راحا     يفض عليه رمان ينيع



وقال أبو حية النميري :


له أرج من طيب ما يلتقى به     لأينع يندى من أراك ومن سدر



وجمع اليانع ينع مثل صاحب وصحب ; عن ابن كيسان . ويقال : أينع الثمر فهو يانع ومونع ، كما يقال أيفع الغلام ، فهو يافع ، وقد يكنى بالإيناع عن إدراك المشوي والمطبوخ ; ومنه قول أبي سمال للنجاشي : هل لك في رءوس جذعان في كرش من أول الليل إلى آخره قد أينعت وتهرأت ؟ وكان ذلك في رمضان ، قال له النجاشي : أفي رمضان ؟ قال له أبو السمال : ما شوال ورمضان إلا واحدا ، أو قال نعم ، قال : فما تسقيني عليها ؟ قال : شرابا كالورس ، يطيب النفس ، يكثر الطرق ، ويدر في العرق ، يشد العظام ، ويسهل للفدم الكلام ، قال : فثنى رجله فلما أكلا وشربا أخذ فيهما الشراب فارتفعت أصواتهما فنذر بهما بعض الجيران فأتى علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - فقال : هل لك في النجاشي وأبي سمال سكرانين من الخمر ؟ فبعث إليهما علي - رحمه الله - فأما أبو سمال فسقط إلى جيران له ، وأما النجاشي فأخذ فأتي به علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقال : أفي رمضان وصبياننا صيام ؟ فأمر به فجلد ثمانين ، وزاده عشرين ، فقال : أبا حسن ، ما هذه العلاوة ؟ فقال : لجرأتك على الله تعالى ، فجعل أهل الكوفة يقولون : ضرط النجاشي ، فقال : كلا إنها يمانية ووكاؤها شهر ; كل ذلك حكاه ابن الأعرابي . وأما قول الحجاج : إني لأرى رءوسا قد أينعت ، وحان قطافها ، فإنما أراد : قد قرب حمامها ، وحان انصرامها ، شبه رءوسهم لاستحقاقهم القتل بثمار قد أدركت وحان أن تقطف . واليانع : الأحمر من كل شيء . وثمر يانع إذا لون ، وامرأة يانعة الوجنتين ; وقال ركاض الدبيري :


ونحرا عليه الدر تزهو كرومه     ترائب لا شقرا ينعن ولا كهبا



قال ابن بري : والينوع الحمرة من الدم ; قال المرار :


وإن رعفت مناسمها بنقب     تركن جنادلا منه ينوعا



قال ابن الأثير : ودم يانع محمار . والينعة : خرزة حمراء . وفي حديث الملاعنة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في ابن الملاعنة : إن جاءت به أمه أحيمر مثل الينعة فهو لأبيه الذي انتفى منه ; قيل : الينعة خرزة حمراء ، وجمعه ينع . والينعة أيضا : ضرب من العقيق ، معروف ، وفي التهذيب : الينع ، بغير هاء ، ضرب من العقيق معروف ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية