صفحة جزء
[ ثبر ]

ثبر : ثبره يثبره ثبرا وثبرة ، كلاهما : حبسه ; قال :


بنعمان لم يخلق ضعيفا مثبرا

وثبره على الأمر يثبره : صرفه . والمثابرة على الأمر : المواظبة عليه . وفي الحديث : من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة ; المثابرة : الحرص على الفعل والقول وملازمتهما . وثابر على الشيء : واظب . أبو زيد : ثبرت فلانا عن الشيء أثبره رددته عنه . وفي حديث أبي موسى : أتدري ما ثبر الناس ؟ أي ما الذي صدهم ومنعهم من طاعة الله ، وقيل : ما أبطأ بهم عنها . والثبر : الحبس . وقوله تعالى : وإني لأظنك يافرعون مثبورا ; قال الفراء : أي : مغلوبا ممنوعا من الخير ; ابن الأعرابي : المثبور الملعون المطرود المعذب . وثبره عن كذا يثبره ، بالضم ، ثبرا أي حبسه ; والعرب تقول : ما ثبرك عن هذا أي ما منعك منه وما صرفك عنه ؟ وقال مجاهد : مثبورا أي هالكا . وقال قتادة في قوله : هنالك ثبورا ; قال : ويلا وهلاكا . ومثل العرب : إلى أمه يأوي من ثبر أي من أهلك . والثبور : الهلاك والخسران والويل ; قال الكميت :


ورأت قضاعة في الأيا     من ، رأي مثبور وثابر

أي : مخسور وخاسر ، يعني : في انتسابها إلى اليمن . وفي حديث الدعاء : أعوذ بك من دعوة الثبور ; هو الهلاك وقد ثبر يثبر ثبورا . وثبره الله : أهلكه إهلاكا لا ينتعش ، فمن هنالك يدعو أهل النار : واثبوراه ! فيقال لهم : لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا . قال الفراء : الثبور مصدر ولذلك قال ثبورا كثيرا ; لأن المصادر لا تجمع ، ألا ترى أنك تقول قعدت قعودا طويلا وضربته ضربا كثيرا ؟ قال : وكأنهم دعوا بما فعلوا كما يقول الرجل : واندامتاه ! وقال الزجاج في [ ص: 8 ] قوله ( عز وجل ) : دعوا هنالك ثبورا ; بمعنى هلاكا ، ونصبه على المصدر كأنهم قالوا : ثبرنا ثبورا ، ثم قال لهم : لا تدعوا اليوم ثبورا ، مصدر فهو للقليل والكثير على لفظ واحد . وثبر البحر : جزر . وتثابرت الرجال في الحرب : تواثبت . والمثبر ، مثال المجلس : الموضع الذي تلد فيه المرأة وتضع الناقة من الأرض ، وليس له فعل ، قال ابن سيده : أرى أنما هو من باب المخدع . وفي الحديث : أنهم وجدوا الناقة المنتجة تفحص في مثبرها ; وقال نصير : مثبر الناقة أيضا حيث تعضى وتنحر ; قال أبو منصور : وهذا صحيح ومن العرب مسموع ، وربما قيل لمجلس الرجل : مثبر . وفي حديث حكيم بن حزام : أن أمه ولدته في الكعبة وأنه حمل في نطع وأخذ ما تحت مثبرها فغسل عند حوض زمزم ، المثبر : مسقط الولد ، قال ابن الأثير : وأكثر ما يقال في الإبل . وثبرت القرحة : انفتحت . وفي حديث معاوية : أن أبا بردة قال : دخلت عليه حين أصابته قرحة ، فقال : هلم يا ابن أخي فانظر ، قال : فنظرت فإذا هي قد ثبرت ، فقلت : ليس عليك بأس يا أمير المؤمنين ; ثبرت أي : انفتحت . والثبرة : تراب شبيه بالنورة يكون بين ظهري الأرض فإذا بلغ عرق النخلة إليه وقف . يقال : لقيت عروق النخلة ثبرة فردتها ; وقوله أنشده ابن دريد :


أي فتى غادرتم بثبرره

إنما أراد بثبرة فزاد راء ثانية للوزن . والثبرة : أرض رخوة ذات حجارة بيض ، وقال أبو حنيفة : هي حجارة بيض تقوم ويبنى بها ، ولم يقل : إنها أرض ذات حجارة . والثبرة : الأرض السهلة ; يقال : بالغت النخلة إلى ثبرة من الأرض . والثبرة : الحفرة في الأرض . والثبرة : النقرة تكون في الجبل تمسك الماء يصفو فيها كالصهريج ، إذا دخلها الماء خرج فيها عن غثائه وصفا ; قال أبو ذؤيب :


فثج بها ثبرات الرصا     ف حتى تزيل رنق الكدر

أراد بالثبرات نقارا يجتمع فيها الماء من السماء فيصفو فيها . التهذيب : والثبرة النقرة في الشيء والهزمة ; ومنه قيل للنقرة في الجبل يكون فيها الماء : ثبرة . ويقال : هو على صير أمر وثبار أمر بمعنى واحد . وثبرة : موضع وقول أبي ذؤيب :


فأعشيته من بعد ما راث عشيه     بسهم كسير الثابرية لهوق

قيل : هو منسوب إلى أرض أو حي وروي التابرية ، بالتاء . وثبير : جبل بمكة . ويقال : أشرق ثبير كيما نغير وهي أربعة أثبرة : ثبير غيناء ، وثبير الأعرج ، وثبير الأحدب ، وثبير حراء . وفي الحديث ذكر ثبير ; قال ابن الأثير : وهو الجبل المعروف عند مكة ، وهو أيضا اسم ماء في ديار مزينة أقطعه النبي - صلى الله عليه وسلم - شريس بن ضمرة . ويثبرة : اسم أرض ، قال الراعي :


أو رعلة من قطا فيحان حلأها     عن ماء يثبرة الشباك والرصد

التالي السابق


الخدمات العلمية