صفحة جزء
وإن وأن : حرفان ينصبان الاسم ، ويرفعان الخبر ، وقد تنصبهما المكسورة ، كقوله : إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن خطاك خفاقا إن حراسنا أسدا

وفي الحديث : " إن قعر جهنم سبعين خريفا " ، وقد يرتفع بعدها المبتدأ ، فيكون اسمها ضمير شأن محذوفا ، نحو : " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " والأصل : إنه ، والمكسورة يؤكد بها الخبر ، وقد تخفف فتعمل قليلا ، وتهمل كثيرا . وعن الكوفيين : لا تخفف ، وتكون حرف جواب بمعنى نعم ، كقوله :

ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنه



وتكسر إن إذا كان مبدوءا بها ، لفظا أو معنى ، نحو : إن زيدا قائم ، وبعد ألا التنبيهية : ألا إن زيدا قائم ، وصلة [ ص: 1085 ] للاسم الموصول : ( وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه ) [ القصص : 28 ] ، وجواب قسم ، سواء كان في اسمها أو خبرها اللام أو لم يكن ، ومحكية بالقول في لغة من لا يفتحها : ( قال الله إني منزلها عليكم ) [ المائدة : 115 ] ، وبعد واو الحال : جاء زيد وإن يده على رأسه ، وموضع خبر اسم عين : زيد إنه ذاهب ، خلافا للفراء ، وقبل لام معلقة : ( والله يعلم إنك لرسوله ) [ المنافقون : 1 ] ، وبعد حيث : اجلس حيث إن زيدا جالس .

وإذا لزم التأويل بمصدر ، فتحت ، وذلك بعد لو : لو أنك قائم ، لقمت . والمفتوحة فرع عن المكسورة ، فصح أن أنما تفيد الحصر ، كإنما ، واجتمعا في قوله تعالى : ( قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ) [ فصلت : 6 ] ، فالأولى لقصر الصفة على الموصوف ، والثانية لعكسه . ( وقول من قال : إن الحصر خاص بالمكسورة مردود . والمفتوحة تكون لغة في لعل ) ، كقولك : ائت السوق أنك تشتري لحما ، قيل : ومنه قراءة من قرأ : ( وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ) [ الأنعام : 109 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية