صفحة جزء
الفاء المفردة : حرف مهمل ، أو تنصب ، نحو : ما تأتينا فتحدثنا ، أو تخفض ، نحو :


فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع



بجر مثل ، وترد الفاء عاطفة ، وتفيد الترتيب ، وهو نوعان : معنوي : كقام زيد فعمرو ، وذكري : وهو عطف مفصل على مجمل : نحو : ( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه ) [ البقرة : 36 ] ، والتعقيب : وهو في كل شيء بحسبه : كتزوج فولد له ولد ، وبينهما مدة الحمل ، وبمعنى ثم ، نحو ( ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ) [ المؤمنون : 14 ] ، وبمعنى الواو :

بين الدخول فحومل ، وتجيء للسببية : وذلك غالب في العاطفة جملة : ( فوكزه موسى فقضى عليه ) [ القصص : 15 ] [ ص: 1240 ] ، أو صفة : ( لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم ) [ الواقعة : 52 - 53 - 54 ] ، وتكون رابطة للجواب ، والجواب جملة اسمية ، نحو :

( وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) [ الأنعام : 17 ] ، و ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) [ المائدة : 118 ] ، أو تكون جملة فعلية كالاسمية ، وهي التي فعلها جامد ، نحو : ( إن ترني أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتين [ الكهف : 39 - 40 ] ، و ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي ) [ البقرة : 271 ] ، أو يكون فعلها إنشائيا : ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ) [ آل عمران : 31 ] ، أو يكون فعلا ماضيا لفظا ومعنى ، إما حقيقة : ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) [ يوسف : 77 ] ، أو مجازا : ( ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار ) [ النمل : 90 ] ، نزل الفعل لتحققه منزلة الواقع ، وقد تحذف ضرورة ، نحو :


من يفعل الحسنات الله يشكرها

.

أي : فالله ، أو لا يجوز مطلقا ، والرواية : من يفعل الخير فالرحمن يشكره ، أو لغة فصيحة ، ومنه : ( إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين ) [ البقرة : 180 ] ، وحديث اللقطة : " فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها "

كذا : اسم مبهم ، وقد يجري مجرى كم ، فينتصب ما بعده على التمييز .

كلا : تكون صلة لما بعدها ، وردعا وزجرا وتحقيقا .

وكلاك والله ، وبلاك والله ، أي : كلا والله ، وبلى والله ، ولابن فارس في أحكام " كلا " مصنف مستقل .

لا : تكون نافية ، وهي على خمسة أوجه : عاملة عمل إن ، وعمل ليس ، ولا تعمل إلا في النكرات ، كقوله :


من صد عن نيرانها     فأنا ابن قيس لا براح



وتكون عاطفة بشرط أن يتقدمها إثبات : كجاء زيد لا عمرو ، أو أمر : كاضرب زيدا لا عمرا ، وأن يتغاير متعاطفاها ، فلا يجوز : جاءني رجل لا زيد ، لأنه يصدق على زيد اسم الرجل ، وتكون جوابا مناقضا لنعم ، وتحذف الجمل بعدها كثيرا ، وتعرض بين الخافض والمخفوض ، نحو : جئت بلا زاد ، وغضبت من لا شيء ، وتكون موضوعة لطلب الترك ، وتختص بالدخول على المضارع ، وتقتضي جزمه واستقباله : ( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) [ الممتحنة : 1 ] وتكون زائدة : ( ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني ) [ طه : 92 ] ، ( ما منعك ألا تسجد ) [ الأعراف : 12 ] ، ( لئلا يعلم أهل الكتاب ) [ الحديد : 29 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية