صفحة جزء
وماذا : تأتي على أوجه ، أحدها : تكون ما استفهاما وذا إشارة ، نحو : ماذا التواني ، ماذا الوقوف . الثاني : تكون ما استفهاما وذا موصولة ، كقول لبيد :


ألا تسألان المرء ماذا يحاول أنحب فيقضى أم ضلال وباطل



الثالث : يكون ماذا كله استفهاما على التركيب ، كقولك : لماذا جئت . الرابع : أن يكون ماذا كله اسم جنس ، بمعنى شيء ، أو بمعنى الذي ، كقوله :


دعي ماذا علمت سأتقيه     ولكن بالمغيب فنبئيني

.

وتكون ما زائدة وذا إشارة ، نحو :


أنورا سرع ماذا يا فروق

.

وتكون ما استفهاما وذا زائدة ، في نحو : ماذا صنعت . وتكون ما شرطية غير زمانية : ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله ) [ البقرة : 197 ] ، ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) [ البقرة : 106 ] ، وزمانية : ( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ) [ التوبة : 7 ] .

وأما أوجه الحرفية ، فأحدها : أن تكون نافية ، فإن دخلت على الجملة الاسمية أعملها الحجازيون والتهاميون والنجديون عمل ليس بشروط معروفة ، نحو : ( ما هذا بشرا ) [ يوسف : 31 ] ، ( ما هن أمهاتهم ) [ المجادلة : 2 ] . وندر تركيبها مع النكرة تشبيها بلا ، كقوله :


وما بأس لو ردت علينا تحية     قليل على من يعرف الحق عابها



( وقد يستثنى بما : كل شيء مهه ما النساء وذكرهن ، نصب النساء على الاستثناء ) ، وتكون مصدرية غير زمانية ، نحو : ( عزيز عليه ما عنتم ) [ التوبة : 128 ] ، ( ودوا ما عنتم ) [ آل عمران : 118 ] ، ( فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم ) [ السجدة : 14 ] ، وزمانية ، نحو : ( ما دمت حيا ) [ مريم : 31 ] ، ( فاتقوا الله ما استطعتم ) [ التغابن : 16 ] ، وتكون ما زائدة ، وهي نوعان ، كافة : وهي على ثلاثة أنواع : كافة عن عمل الرفع ، ولا تتصل إلا بثلاثة أفعال : قل وكثر وطال ، وكافة عن عمل النصب والرفع : وهي المتصلة بإن وأخواتها : ( إنما الله إله واحد ) [ النساء : 171 ] ، ( كأنما يساقون إلى الموت ) [ الأنفال : 6 ] ، وكافة عن عمل الجر : وتتصل بأحرف وظروف ، فالأحرف : رب :


ربما أوفيت في علم     ترفعن ثوبي شمالات



والكاف :


كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه



والباء :


فلئن صرت لا تحير جوابا     لبما قد ترى وأنت خطيب



ومن :


وإنا لمما نضرب الكبش ضربة

.

والظروف : بعد :


أعلاقة أم الوليد بعد ما     أفنان رأسك ، كالثغام المخلس



وبين :


بينما نحن بالأراك معا     إذ أتى راكب على جمله



وغير الكافة نوعان : عوض ، وغير عوض ، فالعوض في موضعين ، أحدهما في قولهم : أما أنت منطلقا انطلقت ، والثاني : افعل هذا إما لا ، ومعناه : إن كنت لا تفعل غيره . وغير العوض يقع بعد الرفع ، نحو : شتان ما زيد وعمرو ، وقوله :


لو بأبانين جاء يخطبها     رمل ما أنف خاطب بدم



[ ص: 1242 ] وبعد الناصب الرافع : ليتما زيد قائم ، وبعد الجازم : ( وإما ينزغنك ) [ الأعراف : 200 ] ، ( أيا ما تدعوا ) [ الإسراء : 110 ] ، وبعد الخافض ، حرفا كان : ( فبما رحمة من الله ) [ آل عمران : 159 ] ، أو اسما : ( أيما الأجلين ) [ القصص : 28 ] . وتستعمل ما موضع من : ( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم ) [ النساء : 22 ] ، ( فانكحوا ما طاب لكم ) [ النساء : 3 ] . وقصيدة مووية وماوية : آخرها ما

التالي السابق


الخدمات العلمية