صفحة جزء
( حجا ) الحاء والجيم والحرف المعتل أصلان متقاربان ، أحدهما إطافة الشيء بالشيء وملازمته ، والآخر القصد والتعمد .

[ ص: 142 ] فأما الأول فالحجوة وهي الحدقة ، لأنها من أحدق بالشيء . ويقال لنواحي البلاد وأطرافها المحيطة بها أحجاء قال ابن مقبل :


لا يحرز المرء أحجاء البلاد ولا يبنى له في السماوات السلاليم

ومحتمل أن يكون من هذا الباب الحجاة ، وهي النفاخة تكون على الماء من قطر المطر ، لأنها مستديرة .

والأصل الثاني قولهم : تحجيت الشيء ، إذا تحريته وتعمدته . قال ذو الرمة :


فجاءت بأغباش تحجى شريعة

ويقولون حجيت بالمكان وتحجيت به . قال :


حيث تحجى مطرق بالفالق

والحجو بالشيء : الضن به ; يقال حجئت به أي ضننت . وبه سمي الرجل حجوة . وحجأت به : فرحت . وقد قلنا إن البابين متقاربان ، والقياس فيهما لمن نظر قياس واحد .

فأما الأحجية والحجيا ، وهي الأغلوطة يتعاطاها الناس بينهم ، يقول أحدهم : أحاجيك ما كذا ; فقد يجوز أن يكون شاذا عن هذين الأصلين ، ويمكن أن يحمل عليهما ، فيقال أحاجيك ، أي اقصد وانظر وتعمد لعلم ما أسألك عنه .

ومنه أنت حج أن تفعل كذا ، كما تقول حري .

[ ص: 143 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية