صفحة جزء
( خدع ) الخاء والدال والعين أصل واحد ، ذكر الخليل قياسه . قال الخليل . الإخداع إخفاء الشيء . قال : وبذلك سميت الخزانة المخدع . وعلى هذا الذي ذكر الخليل يجري الباب . فمنه خدعت الرجل ختلته . ومنه : " الحرب خدعة " و " خدعة " . ويقال خدع الريق في الفم ، وذلك أنه يخفى في الحلق ويغيب . قال :


طيب الريق إذا الريق خدع

ويقال : " ما خدعت بعيني نعسة " ، أي لم يدخل المنام في عيني . قال :


أرقت فلم تخدع بعيني نعسة     ومن يلق ما لاقيت لا بد يأرق

والأخدع : عرق في سالفة العنق . وهو خفي . ورجل مخدوع : قطع أخدعه . ولفلان خلق خادع ، إذا تخلق بغير خلقه . وهو من الباب ; لأنه يخفي خلاف ما يظهره . ويقال : إن الخدعة الدهر ، في قوله :


يا قوم من عاذري من الخدعه

وهذا على معنى التمثيل ، كأنه يغر ويخدع . ويقال : غول خيدع ، كأنها [ ص: 162 ] تغتال وتخدع . وزعم ناس أنهم يقولون : دينار خادع ، أي ناقص الوزن . فإنه كان كذا فكأنه أرى التمام وأخفى النقصان حتى أظهره الوزن . ومن الباب الخيدع ، وهو السراب ، والقياس واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية