صفحة جزء
( خصر ) الخاء والصاد والراء أصلان : أحدهما البرد ، والآخر وسط الشيء .

فالأول قولهم خصر الإنسان يخصر خصرا ، إذا آلمه البرد في أطرافه . وخصر يومنا خصرا ، أي اشتد برده . ويوم خصر . قال حسان :


رب خال لي لو أبصرته سبط المشية في اليوم الخصر

وأما الآخر فالخصر خصر الإنسان وغيره ، وهو وسطه المستدق فوق الوركين . والمخصر : الدقيق الخصر . ومنه النعل المخصرة . وأما المخصرة فقضيب أو عصا يكون مع الخاطب إذا تكلم ; والجمع مخاصر . قال :


إذا وصلوا أيمانهم بالمخاصر

[ ص: 189 ] وإنما سميت بذلك لأنها توازي خصر الإنسان . والمخاصرة : أن يأخذ الرجل [ بيد آخر ] ويتماشيان ويد كل واحد منهما عند خصر صاحبه . قال :


ثم خاصرتها إلى القبة الخض     راء تمشي في مرمر مسنون

وخصر الرمل : وسطه . قال :


أخذن خصور الرمل ثم جزعنه     على كل قيني قشيب ومفأم

والاختصار في الكلام : ترك فضوله واستيجاز معانيه . وكان بعض أهل اللغة يقول الاختصار أخذ أوساط الكلام وترك شعبه . ويقال إن المخاصرة في الطريق كالمخازمة . وقد ذكر . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية