صفحة جزء
باب الخاء والطاء وما يثلثهما

( خطف ) الخاء والطاء والفاء أصل واحد مطرد منقاس ، وهو استلاب في خفة . فالخطف الاستلاب . تقول . خطفته أخطفه ، وخطفته أخطفه . وبرق خاطف لنور الأبصار . قال الله تعالى : يكاد البرق يخطف أبصارهم ، والشيطان يخطف السمع ، إذا استرق . قال الله تعالى : إلا من خطف الخطفة . ويقال للشيطان : " الخطاف " ، وقد جاء هذا الاسم في الحديث : . وجمل خيطف : سريع المر . وتلك السرعة الخيطفى . قال :


وعنقا باقي الرسيم خيطفا

وبه سمي الخطفى ، والأصل فيه واحد ; لأن المسرع يقل لبث قوائمه على الأرض ، فكأنه قد خطف الشيء . ويقال هو مخطف الحشا ، إذا كان منطوي [ ص: 197 ] الحشا . وذلك صحيح ; لأنه كأن لحمه خطف منه فرق ودق . فأما قولهم : رمى الرمية فأخطفها ; إذا أخطأها ، فممكن أن يكون من الباب ، [ وممكن أن يكون ] الفاء بدلا من الهمزة . قال :


إذا أصاب صيده أو أخطفا

والخطاف : طائر ، والقياس صحيح ، لأنه يخطف الشيء بمخلبه . يقال لمخاليب السباع خطاطيفها . قال :


إذا علقت قرنا خطاطيف كفه     رأى الموت بالعينين أسود أحمرا

والخطاف : حديدة حجناء; لأنه يختطف بها الشيء ، والجمع خطاطيف . قال النابغة :


خطاطيف حجن في حبال متينة     تمد بها أيد إليك نوازع

التالي السابق


الخدمات العلمية