( خلج ) الخاء واللام والجيم أصل واحد يدل على لي وفتل وقلة استقامة . فمن ذلك الخليج ، وهو ماء يميل ميلة عن معظم الماء فيستقر . وخليجا النهر أو البحر : جناحاه . وفلان يتخلج في مشيته ، إذا كان يتمايل . ومن ذلك قولهم : خلجني عن الأمر ، أي شغلني ، لأنه إذا شغله عنه فقد مال به عنه . والمخلوجة : الطعنة التي ليست بمستوية ، في قول
امرئ القيس :
نطعنهم سلكى ومخلوجة كرك لأمين على نابل
فالسلكى : المستوية . والمخلوجة : المنحرفة المائلة .
ومنه قولهم : خلجت الشيء من يده ، أي نزعته . وخالجت فلانا : نازعته . وفي الحديث في قراءة القرآن : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=965014لعل بعضكم خالجنيها " . والخليج : الرسن ، سمي بذلك لأنه يلوى ليا ويفتل فتلا . قال :
[ ص: 207 ] وبات يغني في الخليج كأنه كميت مدمى ناصع اللون أقرح
ويقال خلجته الخوالج ، كما يقال عدته العوادي . وأما قول
الحطيئة :
بمخلوجة فيها عن العجز مصرف
فإنه يصف الرأي ، وشبهه بالحبل المحكم المفتول . فهذا إذا تشبيه . ويجوز أن يكون لما قيل : فيها عن العجز مصرف ، جعلها مخلوجة ، لأنه قد عدل بها عن العجز .
فأما قولهم : خلجت الناقة ، وذلك إذا فطمت ولدها فقل لبنها ، فهو من الباب ، لأنه عدل بها عن ولدها وعدل ولدها عنها . ويقال سحاب مخلوج : متفرق . فإن كان صحيحا فهو من الباب ، لأن قطعة منه تميل عن الأخرى . والخلج : فساد وداء . وهو من الباب .