صفحة جزء
( خلق ) الخاء واللام والقاف أصلان : أحدهما تقدير الشيء ، والآخر ملاسة الشيء .

فأما الأول فقولهم : خلقت الأديم للسقاء ، إذا قدرته . قال :


لم يحشم الخالقات فريتها ولم يغض من نطافها السرب

[ ص: 214 ] وقال زهير :


ولأنت تفري ، ما خلقت ، وبع     ض القوم يخلق ثم لا يفري

ومن ذلك الخلق ، وهي السجية ، لأن صاحبه قد قدر عليه . وفلان خليق بكذا ، وأخلق به ، أي ما أخلقه ، أي هو ممن يقدر فيه ذلك . والخلاق : النصيب ; لأنه قد قدر لكل أحد نصيبه .

ومن الباب رجل مختلق : تام الخلق . والخلق : خلق الكذب ، وهو اختلاقه واختراعه وتقديره في النفس . قال الله تعالى : وتخلقون إفكا .

وأما الأصل الثاني فصخرة خلقاء ، أي ملساء . وقال :


قد يترك الدهر في خلقاء راسية     وهيا وينزل منها الأعصم الصدعا

ويقال اخلولق السحاب : استوى . ورسم مخلولق ، إذا استوى بالأرض . والمخلق : السهم المصلح .

ومن هذا الباب أخلق الشيء وخلق ، إذا بلي . وأخلقته أنا : أبليته . وذلك أنه إذا أخلق املاس وذهب زئبره . ويقال المختلق من كل شيء : ما اعتدل . قال رؤبة :


في غيل قصباء وخيس مختلق

والخلوق معروف ، وهو الخلاق أيضا . وذلك أن الشيء إذا خلق ملس . ويقال ثوب خلق وملحفة خلق ، يستوي فيه المذكر والمؤنث . وإنما قيل للسهم المصلح مخلق لأنه يصير أملس . وأما الخليقاء في الفرس كالعرنين من الإنسان .

التالي السابق


الخدمات العلمية