( خمر ) الخاء والميم والراء أصل واحد يدل على التغطية ، والمخالطة في ستر . فالخمر : الشراب المعروف . قال
الخليل : الخمر معروفة; واختمارها : إدراكها وغليانها . ومخمرها : متخذها . وخمرتها : ما غشي المخمور من الخمار والسكر في قلبه . قال :
لذ أصابت حمياها مقاتله فلم تكد تنجلي عن قلبه الخمر
[ ص: 216 ] ويقال به خمار شديد . ويقولون : دخل في خمار الناس وخمرهم ، أي زحمتهم . و " فلان يدب لفلان الخمر " ، وذلك كناية عن الاغتيال . وأصله ما وارى الإنسان من شجر . قال
أبو ذؤيب :
فليتهم حذروا جيشهم عشية هم مثل طير الخمر
أي يختلون ويستتر لهم . والخمار : خمار المرأة . وامرأة حسنة الخمرة ، أي لبس الخمار . وفي المثل : " العوان لا تعلم الخمرة " . والتخمير : التغطية . ويقال في القوم إذا تواروا في خمر الشجر : قد أخمروا . فأما قولهم : " ما عند فلان خل ولا خمر " فهو يجري مجرى المثل ، كأنهم أرادوا : ليس عنده خير ولا شر . قال
أبو زيد : خامر الرجل المكان ، إذا لزمه فلم يبرح . فأما المخمرة من الشاء فهي التي يبيض رأسها من بين جسدها . وهو قياس الباب ; لأن ذلك البياض الذي برأسها مشبه بخمار المرأة . ويقال خمرت العجين ، وهو أن تتركه فلا تستعمله حتى يجود . ويقال خامره الداء ، إذا خالط جوفه . وقال
كثير :
هنيئا مريئا غير داء مخامر لعزة من أعراضنا ما استحلت
قال
الخليل : والمستخمر بلغة حمير : الشريك . ويقال دخل في الخمر ، وهي وهدة يختفي فيها الذئب ونحوه . قال :
ألا يا زيد والضحاك سيرا فقد جاوزتما خمر الطريق
[ ص: 217 ] ويقال اختمر الطيب ، واختمر العجين . ووجدت منه خمرة طيبة وخمرة ، وهو الرائحة . والمخامرة : المقاربة . وفي المثل : " خامري
أم عامر " ، وهي الضبع . وقال
الشنفرى :
فلا تدفنوني إن دفني محرم عليكم ولكن خامري أم عامر
أي اتركوني للتي يقال لها : " خامري
أم عامر " . والخمرة : شيء من الطيب تطلي به المرأة على وجهها ليحسن به لونها . والخمرة : السجادة الصغيرة . وفي الحديث : " أنه كان يسجد على الخمرة " .
ومما شذ عن هذا الأصل الاستخمار ، وهو الاستعباد ; يقال استخمرت فلانا ، إذا استعبدته . وهو في حديث
معاذ : "
من استخمر قوما " ، أي استعبدهم .