صفحة جزء
( خون ) الخاء والواو والنون أصل واحد ، وهو التنقص . يقال خانه يخونه خونا . وذلك نقصان الوفاء . ويقال تخونني فلان حقي ، أي تنقصني . قال ذو الرمة :


لا بل هو الشوق من دار تخونها مرا سحاب ومرا بارح ترب

ويقال الخوان : الأسد . والقياس واحد . فأما الذي يقال إنهم كانوا يسمون في العربية الأولى الربيع الأول [ خوانا ] ، فلا معنى له ولا وجه للشغل به . وأما قول ذي الرمة :


لا ينعش الطرف إلا ما تخونه     داع يناديه باسم الماء مبغوم

فإن كان أراد بالتخون التعهد كما قاله بعض أهل العلم ، فهو من باب الإبدال ، والأصل اللام : تخوله ، وقد مضى ذكره . ومن أهل العلم من يقول : يريد إلا ما تنقص نومه دعاء أمه له .

وأما الذي يؤكل عليه ، فقال قوم : هو أعجمي . وسمعت علي بن إبراهيم القطان يقول : سئل ثعلب وأنا أسمع ، فقيل يجوز أن يقال إن الخوان يسمى خوانا لأنه يتخون ما عليه ، أي ينتقص . فقال : ما يبعد ذلك . والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية