( خيط ) الخاء والياء والطاء أصل واحد يدل على امتداد الشيء في دقة ، ثم يحمل عليه فيقال في بعض ما يكون منتصبا . فالخيط معروف . والخيط الأبيض : بياض النهار . والخيط الأسود : سواد الليل . قال الله تعالى :
حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر . ويقال لما يسيل من لعاب الشمس : خيط باطل . قال :
[ ص: 234 ] غدرتم بعمرو يا بني خيط باطل ومثلكم بنى البيوت على غدر
فأما قولهم للذي بدا الشيب في رأسه خيط ، فهو من الباب ، كأن البادي من ذلك مشبه بالخيوط . قال
الهذلي :
حتى تخيط بالبياض قروني
ويقال نعامة خيطاء; وخيطها طول عنقها . والخياطة معروفة ، فأما الخيط بالكسر ، فالجماعة من النعام ; وهو قياس الباب ; لأن المجتمع يكون كالذي خيط بعضه إلى بعض . وأما قول
الهذلي :
تدلى عليها بين سب وخيطة بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها
فقد قيل إن الخيطة الحبل . فإن كان كذا فهو القياس المطرد . وقد قيل الخيطة الوتد . وقد ذكرنا أن هذا مما حمل على الباب ; لأن فيه امتدادا في انتصاب .