صفحة جزء
( خيل ) الخاء والياء واللام أصل واحد يدل على حركة في تلون . فمن ذلك الخيال ، وهو الشخص . وأصله ما يتخيله الإنسان في منامه ; لأنه يتشبه ويتلون . ويقال خيلت للناقة ، إذا وضعت لولدها خيالا يفزع منه الذئب فلا يقربه . والخيل معروفة . وسمعت من يحكي عن بشر الأسدي عن الأصمعي قال : كنت عند أبي عمرو بن العلاء ، وعنده غلام أعرابي فسئل أبو عمرو : لم سميت الخيل خيلا ؟ فقال : لا أدري . فقال الأعرابي : لاختيالها . فقال أبو عمرو : اكتبوا . وهذا صحيح ; لأن المختال في مشيته يتلون في حركته ألوانا . والأخيل : طائر ، وأظنه ذا ألوان ، يقال هو الشقراق . والعرب تتشاءم به . يقال بعير مخيول ، إذا وقع الأخيل على عجزه فقطعه . وقال الفرزدق :


إذا قطنا بلغتنيه ابن مدرك فلاقيت من طير الأشائم أخيلا

يقول : إذا بلغتني هذا الممدوح لم أبل بهلكتك ; كما قال ذو الرمة :


إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته     فقام بفأس بين وصليك جازر

[ ص: 236 ] وقال الشماخ :


إذا بلغتني وحملت رحلي     عرابة فاشرقي بدم الوتين

ويقال تخيلت السماء ، إذا تهيأت للمطر ، ولا بد أن يكون عند ذلك تغير لون . والمخيلة : السحابة . والمخيلة : التي تعد بمطر . فأما قولهم خيلت على الرجل تخييلا ، إذا وجهت التهمة إليه ، فهو من ذلك ; لأنه يقال : يشبه أن يكون كذا يخيل إلي أنه كذا ، ومنه تخيلت عليه تخيلا ، إذا تفرست فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية