( خبط ) الخاء والباء والطاء أصل واحد يدل على وطء وضرب . يقال خبط البعير الأرض بيده : ضربها . ويقال خبط الورق من الشجر ، وذلك إذا ضربه ليسقط . وقد يحمل على ذلك ، فيقال لداء يشبه الجنون : الخباط ، كأن الإنسان يتخبط . قال الله تعالى :
إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس . ويقال لما بقي من طعام أو غيره : خبطة . والخبطة : الماء القليل ; لأنه يتخبط فلا يمتنع . فأما قولهم اختبط فلان [ فلانا ] إذا أتاه طالبا عرفه ، فالأصل فيه أن الساري إليه أو السائر لا بد من أن يختبط الأرض ، ثم اختصر الكلام فقيل للآتي طالبا جدوى : مختبط . ويقال إن الخبطة : المطرة الواسعة في الأرض . وسميت عندنا بذلك لأنها تخبط الأرض تضربها . وقد روى ناس عن الشيباني ، أن الخابط النائم ، وأنشدوا عنه :
يشدخن بالليل الشجاع الخابطا
فإن كان هذا صحيحا فلأن النائم يخبط الأرض بجسمه ، كأنه يضربها به .
[ ص: 242 ] ويجوز أن يكون الشجاع الخابط إنما سمي به لأنه يخبط ، تخبطه المارة ، كما قال القائل :
تقطع أعناق التنوط بالضحى وتفرس بالظلماء أفعى الأجارع
فأما الخباط فسمة في الفخذ ، وسمي بذلك لأن الفخذ تخبط به .