صفحة جزء
[ ص: 255 ] كتاب الدال

باب الدال وما بعدها في المضاعف والمطابق

( در ) الدال والراء في المضاعف يدل على أصلين : أحدهما تولد شيء عن شيء ، والثاني اضطراب في شيء .

فالأول الدر در اللبن . والدرة درة السحاب : صبه . ويقال سحاب مدرار . ومن ذلك قولهم : " لله دره " ، أي عمله ، وكأنه شبه بالدر الذي يكون من ذوات الدر . ويقولون في الشتم : " لا در دره " أي لا كثر خيره . ومن الباب : درت حلوبة المسلمين ، أي فيئهم وخراجهم . ولهذه السوق درة ، أي نفاق ، كأنها قد درت . وهو خلاف الغرار . قال :


ألا يا لقومي لا نوار نوار وللسوق منها درة وغرار

ومن هذا قولهم : استدرت المعزى استدرارا ، إذا أرادت الفحل ، كأنها أرادت أن يدر لها ماء فحلها .

وأما الأصل الآخر فالدرير من الدواب : الشديد العدو السريعه . قال :

درير كخذروف الوليد أدره     تتابع كفيه بخيط موصل

والدردر : منابت أسنان الصبي . وهو من تدردرت اللحمة تدردرا ، إذا اضطربت ، ودردر الصبي الشيء ، إذا لاكه ، يدردره .

[ ص: 256 ] ودرر الريح : مهبها . ودرر الطريق : قصده ; لأنه لا يخلو من جاء وذاهب . والدر : كبار اللؤلؤ ، سمي بذلك لاضطراب يرى فيه لصفائه ، كأنه ماء يضطرب . ولذلك قال الهذلي :

فجاء بها ما شئت من لطمية     يدوم الفرات فوقها ويموج

يقول : كأن فيها ماء يموج فيها ، لصفائها وحسنها .

والكوكب الدري : الثاقب المضيء . شبه بالدر ونسب إليه لبياضه .

التالي السابق


الخدمات العلمية