صفحة جزء
( ألب ) الهمزة واللام والباء يكون من التجمع والعطف والرجوع وما أشبه ذلك . قال الخليل : الإلب الصغو ، يقال : إلبه معه ، وصاروا عليه إلبا واحدا في العداوة والشر . قال :


والناس إلب علينا فيك ليس لنا إلا السيوف وأطراف القنا وزر

الشيباني : تألبوا عليه اجتمعوا ، وألبوا يألبون ألبا . ويقال : إن الألبة المجاعة ، سميت بذلك لتألب الناس فيها . وقال ابن الأعرابي : ألب : رجع . قال : وحدثني رجل من بني ضبة بحديث ثم أخذ في غيره ، فسألته عن الأول فقال :

[ ص: 130 ] " الساعة يألب إليك " ، أي : يرجع إليك . وأنشد ابن الأعرابي :


ألم تعلمي أن الأحاديث في غد     وبعد غد يألبن ألب الطرائد

أي : ينضم بعضها إلى بعض . ومن هذا القياس قولهم : فلان يألب إبله ، أي : يطردها . ومنه أيضا قول ابن الأعرابي : رجل إلب حرب : إذا كان يؤلب فيها ويجمع . ومنه قولهم : ألب الجرح يألب ألبا : إذا بدأ [ برؤه ] ثم عاوده في أسفله نغل . وأما قولهم لما بين الأصابع : إلب ، فمن هذا أيضا ، لأنه مجمع الأصابع . قال :


حتى كأن الفرسخين إلب

والذي حكاه ابن السكيت من قولهم ليلة ألوب ، أي : باردة ، ممكن أن يكون من هذا الباب ، لأن واجد البرد يتجمع ويتضام ، وممكن أن يكون هذا من باب الإبدال ، ويكون الهمزة بدلا من الهاء ، وقد ذكر في بابه . وقول الراجز :


تبشري بماتح ألوب

فقيل هو الذي يتابع الدلاء يستقي ببعضها في إثر بعض ، كما يتألب القوم بعضهم إلى بعض .

التالي السابق


الخدمات العلمية