صفحة جزء
( ذم ) الذال والميم في المضاعف أصل واحد يدل كله على خلاف الحمد . يقال ذممت فلانا أذمه ، فهو ذميم ومذموم ، إذا كان غير حميد . ومن هذا الباب الذمة ، وهي البئر القليلة الماء . وفي الحديث : " أنه أتى على بئر ذمة " . وجمع الذمة ذمام . قال ذو الرمة :

[ ص: 346 ]

على حميريات كأن عيونها ذمام الركايا أنكزتها المواتح

أنكزتها : أذهبت ماءها . والمواتح : المستقية .

فأما العهد فإنه يسمى ذماما لأن الإنسان يذم على إضاعته منه . وهذه طريقة للعرب مستعملة ، وذلك كقولهم : فلان حامي الذمار ، أي يحمي الشيء الذي يغضب . وحامي الحقيقة ، أي يحمي ما يحق عليه أن يمنعه .

وأهل الذمة : أهل العقد . قال أبو عبيد : الذمة الأمان ، في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " ويسعى بذمتهم " . ويقال أهل الذمة لأنهم أدوا الجزية فأمنوا على دمائهم ، وأموالهم . ويقال في الذمام مذمة ومذمة ، بالفتح والكسر ، وفي الذم مذمة بالفتح . وجاء في الحديث : " أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ما يذهب عني مذمة الرضاع ؟ فقال : غرة : عبد أو أمة " . يعني بمذمة الرضاع ذمام المرضعة . وكان النخعي يقول في تفسير هذا الحديث : إنهم كانوا يستحبون أن يرضخوا عند فصال الصبي للظئر بشيء سوى الأجر . فكأنه سأله : ما يسقط عني حق التي أرضعتني حتى أكون قد أديت حقها كاملا . حدثنا بذلك القطان عن المفسر عن القتيبي . والعرب تقول : أذهب مذمتهم بشيء; أي أعطهم شيئا; فإن لهم عليك ذماما . ويقال افعل كذا وخلاك ذم ، أي ولا ذم عليك . ويقال أذم فلان بفلان ، إذا تهاون به . وأذم به بعيره ، إذا [ ص: 347 ] أخر ، وانقطع عن سائر الإبل . وشيء مذم ، أي معيب . ورجل مذم : لا حراك به . وحكى ابن الأعرابي . بئر ذميم ، وهي مثل الذمة . أنشدنا أبو الحسن القطان عن ثعلب ، عن ابن الأعرابي .


مواشكة تستعجل الركض تبتغي     نضائض طرق ماؤهن ذميم

يصف قطاة . يقول .

وبقي في الباب ما يقرب من قياسه إن كان صحيحا . إن الذميم بثر يخرج على الأنف .

وحكى ابن قتيبة أن الذميم البول الذي يذم ويذن من قضيب التيس . قال أبو زبيد :


ترى لأخلافها من خلفها نسلا     مثل الذميم على قزم اليعامير

النسل من اللبن : ما يخرج منه . والقزم : الصغار . قال الشيباني : لا أعرف اليعامير . وسألت فلم أجد عند أحد بها علما ، ويقال هي صغار الضأن .

التالي السابق


الخدمات العلمية