صفحة جزء
[ ص: 141 ] باب الهمزة والنون وما بعدهما في الثلاثي

( أنى ) الهمزة والنون وما بعدهما من المعتل ، له أصول أربعة : البطء وما أشبهه من الحلم وغيره ، وساعة من الزمان ، وإدراك الشيء ، وظرف من الظروف . فأ [ ما ا ] لأول فقال الخليل : الأناة الحلم ، والفعل منه تأنى وتأيا . وينشد قول الكميت :


قف بالديار وقوف زائر وتأن إنك غير صاغر

ويروى : " وتأي " ويقال للتمكث في الأمور التأني . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للذي تخطى رقاب الناس يوم الجمعة : رأيتك آذيت وآنيت يعني أخرت المجيء وأبطأت ، وقال الحطيئة :


وآنيت العشاء إلى سهيل     أو الشعرى فطال بي الأناء

ويقال من الأناة رجل أني ذو أناة . قال :


واحلم فذو الرأي الأني الأحلم

وقيل لابنة الخس : هل يلقح الثني . قالت : نعم وإلقاحه أني ، أي : بطي .

[ ص: 142 ] ويقال : فلان خيره أني ، أي : بطي . والأنا من الأناة والتؤدة . قال :


طال الأنا وزايل الحق الأشر

وقال :


أناة وحلما وانتظارا بهم غدا     فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر

وتقول للرجل : إنه لذو أناة ، أي : لا يعجل في الأمور ، وهو آن وقور . قال النابغة :


الرفق يمن والأناة سعادة     فاستأن في رفق تلاق نجاحا

واستأنيت فلانا ، أي : لم أعجله . ويقال للمرأة الحليمة المباركة أناة ، والجمع أنوات . قال أبو عبيد : الأناة : المرأة التي فيها فتور عند القيام .

وأما الزمان فالإنى والأنى ، ساعة من ساعات الليل ، والجمع آناء ، وكل إنى ساعة . وابن الأعرابي : يقال : أني في الجميع . قال :


يا ليت لي مثل شريبي من غني     وهو شريب الصدق ضحاك الأني


إذ الدلاء حملتهن الدلي

يقول : في أي ساعة جئته وجدته يضحك .

[ ص: 143 ] وأما إدراك الشيء فالإنى ، تقول : انتظرنا إنى اللحم ، أي إدراكه . وتقول : ما أنى لك ولم يأن لك ، أي : لم يحن . قال الله تعالى : ألم يأن للذين آمنوا ، أي : لم يحن . وآن يئين . واستأنيت الطعام ، أي انتظرت إدراكه . و حميم آن قد انتهى حره . والفعل أنى الماء المسخن يأني . و " عين آنية " قال عباس :


علانية والخيل يغشى متونها     حميم وآن من دم الجوف ناقع

قال ابن الأعرابي : يقال : آن يئين أينا وأنى لك يأني أنيا ، أي : حان . ويقال : أتيت فلانا آينة بعد آينة ، أي : أحيانا بعد أحيان ، ويقال : تارة بعد تارة . وقال الله تعالى : غير ناظرين إناه . وأما الظرف فالإناء ممدود ، من الآنية . والأواني جمع جمع ، يجمع فعال على أفعلة .

التالي السابق


الخدمات العلمية