صفحة جزء
( رعن ) الراء والعين والنون أصلان : أحدهما يدل على تقدم في شيء ، والآخر يدل على هوج واضطراب . فالأول الرعن : الأنف النادر من الجبل . قال ابن دريد : وسميت البصرة رعناء لأنها تشبه برعن الجبل . وهو قول الفرزدق :


لولا ابن عتبة عمرو والرجاء له ما كانت البصرة الرعناء لي وطنا

ويقال جيش أرعن ، إذا كانت له فضول كرعون الجبال .

[ ص: 408 ] والأصل الآخر قولهم أرعن : مسترخ . قالوا : هو من رعنته الشمس ، إذا آلمت دماغه . يقال من ذلك : رجل مرعون . ويقال : رعن الرجل يرعن رعنا ، فهو أرعن ، أي أهوج ، والمرأة الرعناء . فأما قوله جل ثناؤه لا تقولوا راعنا ، فهي كلمة كانت اليهود تتساب بها ، وهو من الأرعن . ومن قرأها راعنا ، منونة فتأويلها لا تقولوا حمقا من القول . وهو من الأول; لأنه يكون كلاما أرعن ، أي مضطربا أهوج . ويقال : رحلوا رحلة رعناء ، أي مضطربة . قال :


ورحلوها رحلة فيها رعن

وذلك إذا لم تكن على الاستقامة .

التالي السابق


الخدمات العلمية