صفحة جزء
( روح ) الراء والواو والحاء أصل كبير مطرد ، يدل على سعة وفسحة واطراد . وأصل [ ذلك ] كله الريح . وأصل الياء في الريح الواو ، وإنما قلبت ياء لكسرة ما قبلها . فالروح روح الإنسان ، وإنما هو مشتق من الريح ، وكذلك الباب كله . والروح : نسيم الريح . ويقال أراح الإنسان ، إذا تنفس . وهو في شعر امرئ القيس . ويقال أروح الماء وغيره : تغيرت رائحته .

والروح : جبرئيل عليه السلام . قال الله جل ثناؤه : نزل به الروح الأمين على قلبك . والرواح : العشي; وسمي بذلك لروح الريح ، فإنها [ ص: 455 ] في الأغلب تهب بعد الزوال . وراحوا في ذلك الوقت ، وذلك من لدن زوال الشمس إلى الليل . وأرحنا إبلنا : رددناها ذلك الوقت . فأما قول الأعشى :


ما تعيف اليوم في الطير الروح من غراب البين أو تيس برح

فقال قوم : هي المتفرقة . وقال آخرون : هي الرائحة إلى أوكارها . والمراوحة في العملين : أن يعمل هذا مرة و [ هذا ] مرة . والأروح : الذي في صدور قدميه انبساط . يقال روح يروح روحا . وقصعة روحاء : قريبة القعر . ويقال الأروح من الناس : الذي يتباعد صدور قدميه ويتدانى عقباه; وهو بين الروح . ويقال : فلان يراح للمعروف ، إذا أخذته له أريحية . وقد ريح الغدير : أصابته الريح . وأراح القوم : دخلوا في الريح . ويقال للميت إذا قضى : قد أراح . ويقال أراح الرجل ، إذا رجعت إليه نفسه بعد الإعياء . وأروح الصيد ، إذا وجد ريح الإنسي . ويقال : أتانا وما في وجهه رائحة دم . ويقال أرحت على الرجل حقه ، إذا رددته إليه . وأفعل ذلك في سراح ورواح ، أي في سهولة . والمراح : حيث تأوي الماشية بالليل . والدهن المروح : المطيب . وقد تروح الشجر ، وراح يراح ، معناهما أن يتفطر بالورق . قال :


راح العضاه بهم والعرق مدخول

[ ص: 456 ] أبو زيد : أروحني الصيد إرواحا ، إذا وجد ريحك . وأروحت من فلان طيبا . وكان الكسائي يقول : " لم يرح رائحة الجنة " من أرحت . ويجوز أن يقال " لم يرح " من راح يراح ، إذا وجد الريح . ويقال خرجوا برياح من العشي وبرواح وإرواح . قال أبو زيد : راحت الإبل تراح ، وأرحتها أنا ، من قوله جل جلاله : حين تريحون . وراح الفرس يراح راحة ، إذا تحصن . والمروحة : الموضع تخترق فيه الريح . قيل : إنه لعمر بن الخطاب وقيل بل تمثل به :


كأن راكبها غصن بمروحة     إذا تدلت به أو شارب ثمل

والريح : ذو الروح; يقال يوم ريح : طيب . ويوم راح : ذو ريح شديدة . قالوا : بني على قولهم كبش صاف كثير الصوف . وأما قول أبي كبير :


وماء وردت على زورة     كمشي السبنتى يراح الشفيفا

فذلك وجدانه الروح . وسميت الترويحة في شهر [ رمضان ] لاستراحة القوم بعد كل أربع ركعات . والراح : جماعة راحة الكف . قال عبيد :

[ ص: 457 ]

دان مسف فويق الأرض هيدبه     يكاد يدفعه من قام بالراح

الراح : الخمر . قال الأعشى :


وقد أشرب الراح قد تعلمي     ن يوم المقام ويوم الظعن

وتقول : نزلت بفلان بلية فارتاح الله جل وعز ، له برحمة فأنقذه منها . قال العجاج :


فارتاح ربي وأراد رحمتي     ونعمتي أتمها فتمت

قال : وتفسير ارتاح : نظر إلي ورحمني . وقال الأعشى في الأريحي :


أريحي صلت يظل له القو     م ركودا قيامهم للهلال

قال الخليل : يقال لكل شيء واسع أريح ، ومحمل أريح . وقال بعضهم : محمل أروح . ولو كان كذلك لكان ذمه; لأن الروح الانبطاح ، وهو عيب في المحمل . قال الخليل : الأريحي مأخوذ من راح يراح ، كما يقال للصلت أصلتي .

التالي السابق


الخدمات العلمية