صفحة جزء
( روق ) الراء والواو والقاف أصلان ، يدل أحدهما على تقدم شيء ، والآخر على حسن وجمال .

فالأول الروق والرواق : مقدم البيت . هذا هو الأصل . ثم يحمل عليه [ ص: 461 ] كل شيء فيه أدنى تقدم . والروق : قرن الثور . ومضى روق من الليل ، أي طائفة منه ، وهي المتقدمة . ومنه روق الإنسان شبابه; لأنه متقدم عمره . ثم يستعار الروق للجسم فيقال : " ألقى عليه أوراقه " . والقياس في ذلك واحد . فأما قول الأعشى :


ذات غرب ترمي المقدم بالرد ف إذا ما تتابع الأرواق

ففيه ثلاثة أقوال :

الأول أنه أراد أرواق الليل ، لا يمضي روق من الليل إلا يتبعه روق .

والقول الثاني : أن الأرواق الأجساد إذا تدافعت في السير .

والثالث : أن الأرواق القرون ، إنما أراد تزاحم البقر والظباء من الحر في الكناس . [ فمن قال هذا القول جعل تمام المعنى في البيت الذي بعده ، وهو قوله ] :

[ في مقيل الكناس ] إذ وقد الحر إذا الظل أحرزته الساق كأنه قال : تتابع الأرواق في مقيلها في الكناس .

ومن الباب الروق ، وهي أن تطول الثنايا العليا السفلى .

ومنه فيما يشبه المثل : " أكل فلان روقه " ، إذا طال عمره حتى تحاتت أسنانه . ويقال في الجسم : ألقى أرواقه على الشيء ، إذا حرص عليه . ويقال روق الليل إذا مد رواق ظلمته . ويقال ألقى أروقته .

[ ص: 462 ] ومن الباب : ألقى فلان أرواقه ، إذا اشتد عدوه; لأنه يتدافع ويتقدم بجسمه . قال :


ألقيت ليلة خبت الرهط أرواقي

ويقال : ألقت السحابة أرواقها ، وذلك إذا ألحت بمطرها وثبتت . والرواق : بيت كالفسطاط ، يحمل على سطاع واحد في وسطه ، والجميع أروقة . ورواق البيت : ما بين يديه .

والأصل الآخر : قولهم : راقني الشيء يروقني ، إذا أعجبني . وهؤلاء شباب روقة . ومن الباب : روقت الشراب : صفيته ، وذلك حسنه . والراووق : المصفاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية