صفحة جزء
( ربع ) الراء والباء والعين أصول ثلاثة ، أحدها جزء من أربعة أشياء ، والآخر الإقامة ، والثالث الإشالة والرفع .

فأما الأول فالربع من الشيء . يقال ربعت القوم أربعهم ، إذا أخذت ربع أموالهم وربعتهم أربعهم ، إذا كنت لهم رابعا . والمرباع من هذا ، وهو شيء كان يأخذه الرئيس ، وهو ربع المغنم . قال عبد الله بن عنمة الضبي :


لك المرباع منها والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول

وفي الحديث : " لم أجعلك تربع " ، أي تأخذ المرباع . فأما قول لبيد :


أعطف الجون بمربوع متل

قولان : أحدهما أنه أراد الرمح وهو الذي ليس بطويل ولا قصير ، كما يقال رجل ربعة من الرجال . ومن قال هذا القول ذهب إلى أن الباء بمعنى مع ، كأنه [ ص: 480 ] قال : أعطف الجون - وهو فرسه - ومعي مربوع متل . وقياس الربعة من الباب الثاني . والقول الثاني أنه أراد عنانا على أربع قوى . وهذا أظهر الوجهين . ومن الباب رباعيات الأسنان ما دون الثنايا . والربع في الحمى والورد ما يكون في اليوم الرابع ، وهو أن ترد يوما وترعى يومين ثم ترد اليوم الرابع . ويقال : ربعت عليه الحمى وأربعت . والأربعاء على أفعلاء; من الأيام . وقد ذكر الأربعاء بفتح الباء . ومن الباب الربيع ، وهو زمان من أربعة أزمنة والمربع : منزل القوم في ذلك الزمان . والربع : الفصيل ينتج في الربيع . وناقة مربع ، إذا نتجت في الربيع; فإن كان ذلك عادتها فهي مرباع . ومن الباب أربع الرجل ، إذا ولد له في الشباب ، وولده ربعيون .

والأصل الآخر : الإقامة ، يقال ربع يربع . والربع : محلة القوم . ومن الباب : القوم على ربعاتهم ، أي على أمورهم الأول ، كأنه الأمر الذي أقاموا عليه قديما إلى الأبد . ويقولون : " اربع على ظلعك " أي تمكث وانتظر . ويقال : غيث مربع مرتع . فالمربع : الذي يحبس من أصابه في مربعه عن الارتياد والنجعة . والمرتع : الذي ينبت ما ترتع فيه الإبل .

والأصل الثالث : ربعت الحجر ، إذا أشلته . ومنه الحديث : " أنه مر بقوم يربعون حجرا " ، و " يرتبعون " . والحجر نفسه ربيعة . والمربعة : العصا التي تحمل بها الأحمال حتى توضع على ظهور الدواب . وأنشد :

[ ص: 481 ]

أين الشظاظان وأين المربعه     وأين وسق الناقة المطبعه

الشظاظان : العودان اللذان يجعلان في عرى الجوالق . والمطبعة : المثقلة .

والوسق : الحمل . ويقال الربيعة : البيضة من السلاح . ويقال رابعني فلان ، إذا حمل معك الحمل بالمربعة .

ومما شذ عن الأصول الربعة ، وهي المسافة بين أثافي القدر .

التالي السابق


الخدمات العلمية