( ربى \ أ ) الراء والباء والحرف المعتل وكذلك المهموز منه يدل على أصل واحد ، وهو الزيادة والنماء والعلو . تقول من ذلك : ربا الشيء يربو ، إذا زاد . وربا الرابية يربوها ، إذا علاها . وربا : أصابه الربو; والربو : علو النفس . قال :
حتى علا رأس يفاع فربا رفه عن أنفاسها وما ربا
أي رباها وما أصابه الربو .
والربوة والربوة : المكان المرتفع . ويقال أربت الحنطة : زكت ، وهي تربي . والربوة بمعنى الربوة أيضا . ويقال ربيته وتربيته ، إذا غذوته . وهذا مما يكون على معنيين : أحدهما من الذي ذكرناه ، لأنه إذا ربي نما وزكا وزاد . والمعنى الآخر من ربيته من التربيب . ويجوز [ أن يكون أصل ] إحدى الباءات ياء . والوجهان جيدان .
[ ص: 484 ] والربا في المال والمعاملة معروف ، وتثنيته ربوان وربيان . والأربية من هذا الباب ، يقال هو في أربية قومه ، إذا كان في عالي نسبه من أهل بيته . ولا تكون الأربية في غيرهم . وأنشد :
وإني وسط ثعلبة بن غنم إلى أربية نبتت فروعا
والأربيتان : لحمتان عند أصول الفخذ من باطن . وسميتا بذلك لعلوهما على ما دونهما .
وأما المهموز فالمربأ والمربأة من الأرض ، وهو المكان العالي يقف عليه عين القوم . ومربأة البازي : المكان يقف عليه . قال
امرؤ القيس :
وقد أغتدي ومعي القانصان وكل بمربأة مقتفر
وأنا أربأ بك عن هذا الأمر ، أي أرتفع بك عنه . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : لفلان على فلان رباء ، ممدود ، أي طول . قال
أبو زيد : رابأت الأمر مرابأة ، أي حذرته واتقيته . وهو من الباب ، كأنه يرقبه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : ما ربأت ربء فلان ، أي ما علمت به . كأنه يقول : ما رقبته . ومنه : فعل فعلا ما ربأت به ، أي ما ظننته .
والله أعلم بالصواب .