صفحة جزء
( رجى ) الراء والجيم والحرف المعتل أصلان متباينان ، يدل أحدهما على الأمل ، والآخر على ناحية الشيء .

فالأول الرجاء ، وهو الأمل . يقال رجوت الأمر أرجوه رجاء . ثم يتسع في ذلك ، فربما عبر عن الخوف بالرجاء . قال الله تعالى : ما لكم لا ترجون لله وقارا ، أي لا تخافون له عظمة . وناس يقولون : ما أرجو ، أي ما أبالي . وفسروا الآية على هذا ، وذكروا قول القائل :

[ ص: 495 ]

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عوامل

قالوا : معناه لم يكترث . ويقال للفرس إذا دنا نتاجها : قد أرجت ترجي إرجاء .

وأما الآخر فالرجا ، مقصور : الناحية من البئر; وكل ناحية رجا . قال الله جل جلاله : والملك على أرجائها . والتثنية الرجوان . قال :


فلا يرمى بي الرجوان إني     أقل الناس من يغني غنائي

وأما المهموز فإنه يدل على التأخير . يقال أرجأت الشيء : أخرته . قال الله جل ثناؤه : ترجي من تشاء منهن ; ومنه سميت المرجئة .

قال الشيباني : أرجأت .

التالي السابق


الخدمات العلمية