صفحة جزء
( رجب ) الراء والجيم والباء أصل يدل على دعم شيء بشيء وتقويته . من ذلك الترجيب ، وهو أن تدعم الشجرة إذا كثر حملها ، لئلا تنكسر أغصانها . ومن ذلك حديث الأنصاري : " أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب " يريد أن يعول على رأيه كما تعول النخلة على الرجبة التي عمدت بها .

ومن هذا الباب : رجبت الشيء ، أي عظمته . كأنك جعلته عمدة تعمده لأمرك ، يقال إنه لمرجب . والذي حكاه الشيباني يقرب من هذا; قال : الرجب : الهيبة . [ ص: 496 ] يقال رجبت الأمر ، إذا هبته . وأصل هذا ما ذكرناه من التعظيم ، والتعظيم يرجع إلى ما ذكرناه من السيد المعظم ، كأنه المعتمد والمعول . والكلام يتفرع بعضه من بعض كما قد شرحناه . ومن الباب رجب ، لأنهم كانوا يعظمونه; وقد عظمته الشريعة أيضا . فإذا ضموا إليه شعبان قالوا رجبان .

ومن الذي شذ عن الباب الأرجاب : الأمعاء . ويقال : إنه لا واحد لها من لفظها . فأما الرواجب فمفاصل الأصابع ، ويقال : بل الراجبة ما بين البرجمتين من السلامى بين المفصلين .

التالي السابق


الخدمات العلمية