صفحة جزء
( ردى ) الراء والدال والياء أصل واحد يدل على رمي أو ترام وما أشبه ذلك . يقال رديته بالحجارة أرديه : رميته . والحجر مرداة . والردي ثلاثة مواضع ترجع إلى قياس [ ما ] قد ذكرناه . فالأول ردى الحجر . والثاني ردى الفرس : أسرع . وردت الجارية ، إذا رفعت إحدى رجليها وقفزت بواحدة ، وهو الثالث . وكل ذلك يرجع إلى الترامي . والرديان : عدو الحمار بين آريه ومتمعكه . ومن الباب الردى ، وهو الهلاك; يقال ردي يردى ، إذا هلك . وأرداه الله : أهلكه . والتردي : التهور في المهوى . يقال ردي في البئر كما يقال [ ص: 507 ] تردى . قالها أبو زيد . ويقال : ما أدري أين ردى ، أي أين ذهب . وهو من الباب ، معناه ما أدري أين رمى بنفسه . ومن الباب الرداة : الصخرة ، وجمعها الردى . قال :


فحل مخاض كالردى المنقض

وإذا قالوا للناقة مرداة ، فإنما شبهوها بالصخرة . ويقال راديت عن القوم ، إذا راميت عنهم . فأما قول طفيل :


يرادى على فأس اللجام كأنما     يرادى على مرقاة جذع مشذب

فليس هذا من الباب; لأن هذا مقلوب . ومعناه يراود . وقد ذكر في موضعه . ومما شذ عن الباب الرداء الذي يلبس ، ما أدري مم اشتقاقه ، وفي أي شيء قياسه . يقال فلان حسن الردية ، من لبس الرداء . ومما شذ أيضا قولهم : أردى على الخمسين ، إذا زاد عليها .

فأما المهموز فكلمتان متباينتان جدا . يقال أردأت : أفسدت . وردؤ الشيء فهو رديء . والكلمة الأخرى أردأت ، إذا أعنت . وفلان ردء فلان ، أي معينه . قال الله جل جلاله في قصة موسى : فأرسله معي ردءا يصدقني .

التالي السابق


الخدمات العلمية