صفحة جزء
( أيى ) الهمزة والياء والياء أصل واحد ، وهو النظر . يقال : تأيا يتأيا تأييا ، أي : تمكث . قال :


قف بالديار وقوف زائر وتأي إنك غير صاغر

قال لبيد :


وتأييت عليه قافلا     وعلى الأرض غيايات الطفل

أي انصرفت على تؤدة . ابن الأعرابي : تأييت [ الأمر ] : انتظرت إمكانه . قال عدي :

[ ص: 168 ]

تأييت منهن المصير فلم أزل     أكفكف عني واتنا ومنازعا

ويقال : ليست هذه بدار تئية ، أي : مقام .

وأصل آخر ، وهو التعمد ، يقال : تآييت ، على تفاعلت ، وأصله تعمدت آيته وشخصه . قال :


به أتآيا كل شأن ومفرق

وقالوا : الآية العلامة ، وهذه آية مأياة ، كقولك علامة معلمة . وقد أييت . قال :


ألا أبلغ لديك بني تميم     بآية ما تحبون الطعاما

قالوا : وأصل آية أأية بوزن أعية ، مهموز همزتين ، فخففت الأخيرة فامتدت . قال سيبويه : موضع العين من الآية واو; لأن ما كان موضع العين [ منه ] واوا ، واللام ياء ، أكثر مما موضع العين واللام منه ياءان ، مثل شويت ، هو أكثر في الكلام حييت . قال الأصمعي : آية الرجل شخصه . قال الخليل : خرج القوم بآيتهم ، أي : بجماعتهم . قال برج بن مسهر :

[ ص: 169 ]

خرجنا من النقبين لا حي مثلنا     بآيتنا نزجي المطي المطافلا

ومنه آية القرآن ، لأنها جماعة حروف ، والجمع آي ، وإياة الشمس ضوءها ، وهو من ذاك ، لأنه كالعلامة لها . قال :


سقته إياة الشمس إلا لثاته     أسف ولم يكدم عليه بإثمد

تم كتاب الهمزة ويتلوه كتاب الباء

التالي السابق


الخدمات العلمية