صفحة جزء
( بح ) الباء والحاء أصلان : أحدهما أن لا يصفو صوت ذي الصوت ، والآخر سعة الشيء وانفساحه . فالأول البحح ، وهو مصدر الأبح . تقول منه بح يبح بححا وبحوحا; وإذا كان من داء فهو البحاح . قال :


ولقد بححت من الندا ء بجمعكم هل من مبارز

وعود أبح : إذا كان في صوته غلظ . قال الكسائي : ما كنت أبح ولقد بححت بالكسر تبح بححا وبحوحة . والبحة الاسم ، يقال : به بحة شديدة . أبو عبيدة : بححت بالفتح لغة . قال شاعر :


إذا الحسناء لم ترحض يديها     ولم يقصر لها بصر بستر
قروا أضيافهم ربحا ببح     يعيش بفضلهن الحي سمر

الربح : الفصال . والبح : قداح يقامر بها . كذا قال الشيباني . وقال الأصمعي في قول القائل :

[ ص: 175 ]

وعاذلة هبت بليل تلومني     وفي كفها كسر أبح رذوم

الرذوم : السائل دسما . يقول : إنها لامته على نحر ماله لأضيافه ، وفي كفها كسر ، وقالت : أمثل هذا ينحر ؟ ونرى أن السمين وذا اللحم إنما سمي أبح مقابلة لقولهم في المهزول : هو عظام تقعقع .

والأصل الآخر البحبوحة وسط الدار ، ووسط محلة القوم . قال جرير :


قومي تميم هم القوم الذين هم     ينفون تغلب عن بحبوحة الدار

والتبحبح : التمكن في الحلول والمقام . قال الفراء : يقال : نحن في باحة الدار بالتشديد ، وهي أوسعها . ولذلك قيل فلان يتبحبح في المجد ، أي : يتسع . وقال أعرابي في امرأة ضربها الطلق : "

تركتها تتبحبح على أيدي القوابل

" .

التالي السابق


الخدمات العلمية