صفحة جزء
( بد ) الباء والدال في المضاعف أصل واحد ، وهو التفرق وتباعد ما بين الشيئين . يقال : فرس أبد ، وهو البعيد ما بين الرجلين . وبددت الشيء : إذا فرقته . ومن ذلك حديث أم سلمة : " يا جارية أبديهم تمرة تمرة " أي : فرقيها فيهم تمرة تمرة . ومنه قول الهذلي :


فأبدهن حتوفهن فهارب بذمائه أو بارك متجعجع

أي : فرق فيهن الحتوف . ويقال : فرقناهم بداد . قال :


فشلوا بالرماح بداد

وتقول باددته في البيع ، أي : بعته معاوضة . فإن سأل سائل عن قولهم : لا بد من كذا ، فهو من هذا الباب أيضا ، كأنه أراد لا فراق منه ، لا بعد عنه . فالقياس صحيح . وكذلك قولهم للمفازة الواسعة " بدبد " سميت لتباعد ما بين أقطارها وأطرافها . والبادان : باطنا الفخذين من ذلك ، سميا بذلك للانفراج الذي بينهما . وقد شذ عن هذا الأصل كلمتان : قولهم للرجل العظيم الخلق " أبد " . قال :


ألد يمشي مشية الأبد

وقولهم : ما لك به بدد ، أي : ما لك به طاقة .

[ ص: 177 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية