صفحة جزء
[ ص: 63 ] ( سب ) السين والباء حده بعض أهل اللغة وأظنه ابن دريد أن أصل هذا الباب القطع ، ثم اشتق منه الشتم . وهذا الذي قاله صحيح . وأكثر الباب موضوع عليه . من ذلك السب : الخمار ، لأنه مقطوع من منسجه .

فأما الأصل فالسب العقر ; يقال سببت الناقة ، إذا عقرتها . قال الشاعر :


فما كان ذنب بني مالك بأن سب منهم غلام فسب



يريد معاقرة غالب بن صعصعة وسحيم . وقوله سب أي شتم . وقوله سب أي عقر . والسب : الشتم ، ولا قطيعة أقطع من الشتم . ويقال للذي يساب سب . قال الشاعر :


لا تسبنني فلست بسبي     إن سبي من الرجال الكريم



ويقال : " لا تسبوا الإبل ، فإن فيها رقوء الدم " ، فهذا نهي عن سبها ، أي شتمها . وأما قولهم للإبل : مسببة فذلك لما يقال عند المدح : قاتلها الله فما أكرمها مالا ! كما يقال عند التعجب من الإنسان : قاتله الله ! وهذا دعاء لا يراد به الوقوع . ويقال رجل سببة ، إذا كان يسب الناس كثيرا . ورجل سبة ، إذا كان يسب كثيرا . ويقال بين القوم أسبوبة يتسابون بها . ويقال مضت سبة من الدهر ، يريد مضت قطعة منه :

[ ص: 64 ]

وذكرك سبات إلي عجيب



وأما الحبل فالسبب ، فممكن أن يكون شاذا عن الأصل الذي ذكرناه ، ويمكن أن يقال إنه أصل آخر يدل على طول وامتداد .

ومن ذلك السبب . ومن ذلك السب ، وهو الخمار الذي ذكرناه . ويقال للعمامة أيضا سب . والسب : الحبل أيضا في قول الهذلي :


تدلى عليها بين سب وخيطة



ومن هذا الباب السبسب ، وهي المفازة الواسعة ، في قول أبي دؤاد :


وخرق سبسب يجري     عليه موره سهب



فأما السباسب فيوم عيد لهم . ولا أدري مم اشتقاقه . قال :


يحيون بالريحان يوم السباسب



التالي السابق


الخدمات العلمية