صفحة جزء
( سفر ) السين والفاء والراء أصل واحد يدل على الانكشاف والجلاء . من ذلك السفر ، سمي بذلك لأن الناس ينكشفون عن أماكنهم . والسفر : المسافرون . قال ابن دريد : رجل سفر وقوم سفر . ومن الباب ، وهو الأصل : سفرت البيت كنسته . ومنه الحديث : لو أمرت بهذا البيت فسفر . ولذلك يسمى ما يسقط من ورق الشجر السفير . قال :


وحائل من سفير الحول جائله حول الجراثيم في ألوانه شهب



وإنما سمي سفيرا لأن الريح تسفره . وأما قولهم : سفر بين القوم سفارة ، إذا أصلح ، فهو من الباب ; لأنه أزال ما كان هناك من عداوة وخلاف . وسفرت المرأة عن وجهها ، إذا كشفته . وأسفر الصبح ، وذلك انكشاف الظلام ، ووجه مسفر ، إذا كان مشرقا سرورا . ويقال استفرت الإبل : تصرفت وذهبت في [ ص: 83 ] الأرض . ويقال للطعام الذي يتخذ للمسافر سفرة . وسميت الجلدة سفرة . ويقال بعير مسفر ، أي قوي على السفر . ومما شذ عن الباب السفار : حديدة تجعل في أنف الناقة . وهو قوله :


ما كان أجمالي وما القطار     وما السفار ، قبح السفار



وفيه قول آخر ; أنه خيط يشد طرفه على خطام البعير فيدار عليه ، ويجعل بفيه زماما ، والسفر : الكتابة . والسفرة : الكتبة ، وسمي بذلك لأن الكتابة تسفر عما يحتاج إليه من الشيء المكتوب .

التالي السابق


الخدمات العلمية