صفحة جزء
( سلب ) السين واللام والباء أصل واحد ، وهو أخذ الشيء بخفة واختطاف . يقال سلبته ثوبه سلبا . والسلب : المسلوب . وفي الحديث : من قتل قتيلا فله سلبه . والسليب : المسلوب . والسلوب من النوق : التي يسلب ولدها والجمع سلب . وأسلبت الناقة ، إذا كانت تلك حالها . وأما السلب وهو لحاء الشجر فمن الباب أيضا ; لأنه تقشر عن الشجر ، فكأنما قد سلبته . وقول ابن محكان :


فنشنش الجلد عنها وهي باركة كما تنشنش كفا قاتل سلبا



ففيه روايتان : رواه ابن الأعرابي " قاتل " بالقاف . ورواه الأصمعي بالفاء . [ ص: 93 ] وكان يقول : السلب لحاء الشجر ، وبالمدينة سوق السلابين ، فذهب إلى أن الفاتل هو الذي يفتل السلب . فسمعت علي بن إبراهيم القطان يقول : سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلبا يقول : أخطأ ابن الأعرابي ، والصحيح ما قاله الأصمعي .

ومن الباب تسلبت المرأة ، مثل أحدت . قال قوم : هذا من السلب ، وهي الثياب السود . والذي يقرب هذا من الباب الأول [ أن ] ثيابها مشبهة بالسلب ، الذي هو لحاء الشجر . قال لبيد :


في السلب السود وفي الأمساح



وقال بعضهم : الفرق بين الإحداد والتسلب ، أن الإحداد على الزوج والتسلب قد يكون على غير الزوج . فأما قولهم فرس سليب ، فيقال إنه الطويل القوائم . وقال آخرون : هو الخفيف نقل القوائم ; يقال رجل سليب اليدين بالطعن ، وثور سليب القرن بالطعن . وهذا أجود القولين وأقيسهما ; لأنه كأنه يسلب الطعن استلابا .

التالي السابق


الخدمات العلمية