صفحة جزء
( سهر ) السين والهاء والراء معظم بابه الأرق ، وهو ذهاب النوم . يقال سهر يسهر سهرا . ويقال للأرض : الساهرة ، سميت بذلك لأن عملها [ ص: 109 ] في النبت دائما ليلا ونهارا . ولذلك يقال : " خير المال عين خرارة ، في أرض خوارة ، تسهر إذا نمت ، وتشهد إذا غبت " . وقال أمية بن أبي الصلت :


وفيها لحم ساهرة وبحر وما فاهوا به لهم مقيم



وقال آخر ، وذكر حمير وحش :


يرتدن ساهرة كأن عميمها     وجميمها أسداف ليل مظلم



ثم صارت الساهرة اسما لكل أرض . قال الله جل جلاله : فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة والأسهران : عرقان في الأنف من باطن ، إذا اغتلم الحمار سالا ماء . قال الشماخ :


توائل من مصك أنصبته     حوالب أسهريه بالذنين


وكأنما سميتا بذلك لأنهما يسيلان ليلا كما يسيلان نهارا . ويروى " أسهرته " . ويقال رجل سهرة : قليل النوم . وأما الساهور فقال قوم : هو غلاف القمر ; ويقال هو القمر . وأي ذلك كان فهو من الباب ; لأنه يسبح في الفلك دائبا ، ليلا ونهارا .

التالي السابق


الخدمات العلمية