صفحة جزء
( بل ) الباء واللام في المضاعف له أصول خمسة هي معظم الباب . فالأول الندى ، يقال : بللت الشيء أبله . والبلة البلل ، وقد تضم الباء فيقال : بلة . وربما ذكروا ذلك في بقية الثميلة في الكرش . قال الراجز :


وفارقتها بلة الأوابل

ويقال : ذهبت أبلال الإبل ، أي : نطافها التي في بطونها . قال الضبي : ليس من النوق ناقة ترد الماء فيها بلة إلا الصهباء . أي إنها تصبر على العطش . ومن ذلك التي هي العطية . قال الخليل : يقال للإنسان إذا حسنت حاله بعد الهزال : قد ابتل وتبلل . ويقولون : " لا أفعل كذا ما بل بحر صوفة " ويقال : للبخيل : ما تبل إحدى يديه الأخرى . ومنه " بلوا أرحامكم ولو بالسلام " . ويقال : لا تبلك عندي بالة ولا بلال ولا بلال على وزن حذام . قال :


فلا والله يا ابن أبي عقيل     تبلك بعدها فينا بلال

[ ص: 188 ] وفي أمثال العرب : " اضربوا أميالا تجدوا بلالا " . قال الخليل : بلة اللسان وقوعه على مواضع الحروف واستمراره على النطق ، يقال : ما أحسن بلة لسانه . وقال أبو زيد : البلة عسل السمر . ويقال : أبل العود : إذا جرى فيه ندى الغيث . قال الكسائي : انصرف القوم ببلتهم ، أي انصرفوا وبهم بقية . ويقال : اطو الثوب على بلته ، أي : على بقية بلل فيه لئلا يتكسر . وأصله في السقاء يتشنن ، فإذا أريد استعماله ندي . ومنه قولهم : طويت فلانا على بلاله ، أي احتملته على إساءته ، ويقال : على بلته وبللته . وأنشدوا :


ولقد طويتكم على بللاتكم     وعلمت ما فيكم من الأذراب

قال أبو زيد : يقال : ما أحسن بلل الرجل ، أي : ما أحسن تحمله ، بفتح اللامين جميعا . وأما قولهم للريح الباردة بليل ، فقال الأصمعي : هي ريح باردة [ ص: 189 ] تجيء في الشتاء ويكون معها ندى . قال الهذلي :


وساقته بليل زعزع

والأصل الثاني : الإبلال من المرض ، يقال : بل وأبل واستبل : إذا برأ . قال :


إذا بل من داء به ظن أنه     نجا وبه الداء الذي هو قاتله

والأصل الثالث : أخذ الشيء والذهاب به . يقال : بل فلان بكذا : إذا وقع في يده . قال ذو الرمة :


بلت به غير طياش ولا رعش

ويقولون : " لئن بل به ليبلن بما يوده . ومنه قوله :


إن عليك فاعلمن سائقا     بلا بأعجاز المطي لاحقا

أي : ملازما لأعجازها . ويقال : إنه لبل بالقرينة . وأنشد :


وإني لبل بالقرينة ما ارعوت     وإني إذا صارمتها لصروم

وقال آخر :


بلت عرينة في اللقاء بفارس     لا طائش رعش ولا وقاف

ويقولون : إنه ليبل به الخير ، أي : يوافقه .

[ ص: 190 ] والأصل الرابع : البلل ، وهو مصدر الأبل من الرجال ، وهو الجريء المقدم الذي لا يستحيي ولا يبالي . قال شاعر :


ألا تتقون الله يا آل عامر     وهل يتقي الله الأبل المصمم

ويقال : هو الفاجر الشديد الخصومة ، ويقال : هو الحذر الأريب . ويقال : أبل الرجل يبل إبلالا : إذا غلب وأعيا . قال أبو عبيد : رجل أبل وامرأة بلاء ، وهو الذي لا يدرك ما عنده .

وما بعد ذلك فهي حكاية أصوات وأشياء ليست أصولا تنقاس . قال أبو عمرو . البليل : صوت كالأنين . قال المرار :


صوادي كلهن كأم بو     إذا حنت سمعت لها بليلا

قال اللحياني : بليل الماء : صوته . والحمام المبلل هو الدائم الهدير . قال :


ينفرن بالحيحاء شاء صعائد     ومن جانب الوادي الحمام المبللا

وبابل : بلد . والبلبل طائر . والبلبلة وسواس الهموم في الصدر ، وهو البلبال . وبلبلة الألسن اختلاطها في الكلام . ويقال : بلبل القوم ، وتلك ضجتهم . والبلبل من الرجال الخفيف ، وهو المشبه بالطائر الذي يسمى البلبل والأصل فيه الصوت ، والجمع بلابل . قال :

[ ص: 191 ]

ستدرك ما يحمي عمارة وابنه     قلائص رسلات وشعث بلابل

التالي السابق


الخدمات العلمية