[ ص: 112 ] باب السين والواو وما يثلثهما
( سوي ) السين والواو والياء أصل يدل على استقامة واعتدال بين شيئين . يقال هذا لا يساوي كذا ، أي لا يعادله . وفلان وفلان على سوية من هذا الأمر ، أي سواء . ومكان سوى ، أي معلم قد علم القوم الدخول فيه والخروج منه . ويقال أسوى الرجل ، إذا كان خلفه وولده سويا .
وحدثنا علي بن إبراهيم القطان ، عن علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد ، عن الكسائي قال : يقال كيف أمسيتم ؟ فيقال : مستوون صالحون . يريدون : أولادنا وماشيتنا سوية صالحة .
ومن الباب السي : الفضاء من الأرض ، في قول القائل :
كأن نعام السي باض عليهم
والسي : المثل . وقولهم سيان ، أي مثلان . ومن ذلك قولهم : لا سيما ، أي لا مثل ما . هو من السين والواو والياء ، كما يقال ولا سواء . والدليل على أن السي المثل قول
الحطيئة :
فإياكم وحية بطن واد هموز الناب لكم بسي
ومن الباب السواء : وسط الدار وغيرها ، وسمي بذلك لاستوائه . قال الله جل ثناؤه :
فاطلع فرآه في سواء الجحيم .
[ ص: 113 ] وأما قولهم : هذا سوى ذلك ، أي غيره ، فهو من الباب ; لأنه إذا كان سواه فهما كل واحد منهما في حيزه على سواء . والدليل على ذلك مدهم السواء بمعنى سوى . قال
الأعشى :
وما عدلت من أهلها لسوائكا
ويقال قصدت سوى فلان : كما يقال قصدت قصده . وأنشد
الفراء :
فلأصرفن سوى حذيفة مدحتي لفتى العشي وفارس الأجراف