صفحة جزء
( سود ) السين والواو والدال أصل واحد ، وهو خلاف البياض في اللون ، ثم يحمل عليه ويشتق منه . فالسواد في اللون معروف . وعند قوم أن كل شيء خالف البياض ، أي لون كان ، فهو في حيز السواد . يقال : اسود الشيء وسواد . وسواد كل شيء : شخصه . والسواد : السرار ; يقال ساوده مساودة وسوادا ، إذا ساره . قال أبو عبيد : وهو من إدناء سوادك من سواده ، وهو الشخص . قال :


من يكن في السواد والدد والإغ رام زيرا فإنني غير زير

والأساود : جمع الأسود ، وهي الحيات . فأما قول أبي ذر رحمة الله عليه : " وهذه الأساود حولي " ، فإنما أراد شخص آلات كانت عنده ; [ وما حوله ] إلا مطهرة وإجانة وجفنة . والسواد : العدد الكثير ، وسمي بذلك لأن الأرض تسواد له .

فأما السيادة فقال قوم : السيد : الحليم . وأنكر ناس أن يكون هذا من الحلم ، وقالوا : إنما سمي سيدا لأن الناس يلتجئون إلى سواده . وهذا أقيس من الأول وأصح . ويقال فلان أسود من فلان ، أي أعلى سيادة منه . والأسودان : التمر [ ص: 115 ] والماء . وقالوا : سواد القلب وسويداؤه ، وهي حبته . ويقال ساودني فلان فسدته ، من سواد اللون والسؤدد جميعا . والقياس في الباب كله واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية