صفحة جزء
( سبح ) السين والباء والحاء أصلان : أحدهما جنس من العبادة ، والآخر جنس من السعي . فالأول السبحة ، وهي الصلاة ، ويختص بذلك ما كان نفلا غير فرض . يقول الفقهاء : يجمع المسافر بين الصلاتين ولا يسبح بينهما ، أي لا يتنفل بينهما بصلاة . ومن الباب التسبيح ، وهو تنزيه الله جل ثناؤه من كل سوء . والتنزيه : التبعيد . والعرب تقول : سبحان من كذا ، أي ما أبعده . قال الأعشى :


أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر

وقال قوم : تأويله عجبا له إذا يفخر . وهذا قريب من ذاك لأنه تبعيد له من الفخر . وفي صفات الله جل وعز : سبوح . واشتقاقه من الذي ذكرناه أنه تنزه من كل شيء لا ينبغي له . والسبحات الذي جاء في الحديث : جلال الله جل ثناؤه وعظمته .

[ ص: 126 ] والأصل الآخر السبح والسباحة : العوم في الماء . والسابح من الخيل : الحسن مد اليدين في الجري . قال :


فوليت عنه يرتمي بك سابح     وقد قابلت أذنيه منك الأخادع



يقول : إنك كنت تلتفت تخاف الطعن ، فصار أخدعك بحذاء أذن فرسك .

التالي السابق


الخدمات العلمية