صفحة جزء
( سبي ) السين والباء والياء أصل واحد يدل على أخذ شيء من بلد إلى بلد آخر كرها . من ذلك السبي ، يقال سبى الجارية يسبيها سبيا فهو ساب ، والمأخوذة سبية . وكذلك الخمر تحمل من أرض إلى أرض . يفرقون بين سباها وسبأها . فأما سباؤها فاشتراؤها . يقال سبأتها ، ولا يقال ذلك إلا في الخمر . ويسمون الخمار السباء . والقياس في ذلك واحد . [ ص: 131 ] ومما شذ عن هذا الأصل السابياء ، وهي الجلدة التي يكون فيها الولد . والسابياء : النتاج . يقال إن بني فلان تروح عليهم من مالهم سابياء . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : تسعة أعشار الرزق في التجارة . والجزء الباقي في السابياء . ومما يقرب من الباب الأول الأسابي ، وهي الطرائق . ويقال أسابي الدماء ، وهي طرائقها ، قال سلامة :


والعاديات أسابي الدماء بها كأن أعناقها أنصاب ترجيب



وإذا كان ما بعد الباء من هذه الكلمة مهموزا خالف المعنى الأول ، وكان على أربعة معان مختلفة : فالأول سبأت الجلد ، إذا محشته حتى أحرق شيئا من أعاليه . والثاني سبأت جلده : سلخته . [ والثالث سبأ فلان ] على يمين كاذبة ، إذا مر عليها غير مكترث . ومما يشتق من هذا قولهم : انسبأ اللبن ، إذا خرج من الضرع . والمسبأ : الطريق في الجبل . والمعنى الرابع قولهم : ذهبوا أيادي سبأ ، أي متفرقين . وهذا من تفرق أهل اليمن . وسبأ : رجل يجمع عامة قبائل اليمن ، ويسمى أيضا بلدهم بهذا الاسم . والله أعلم بالصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية