صفحة جزء
[ ص: 176 ] ( شن ) الشين والنون أصل واحد يدل على إخلاق ويبس . من ذلك الشن ، وهو الجلد اليابس الخلق البالي ، والجمع شنان . وفي الحديث في ذكر القرآن : لا يتفه ولا يتشان ، أي لا يقل ولا يخلق . والشنين : قطران الماء من الشنة . قال الشاعر :


يا من لدمع دائم الشنين



ومن الباب : الشنشنة ، وهي غريزة الرجل . وفي أمثالهم : " شنشنة أعرفها من أخزم " ، وهي مشتقة مما ذكرناه ، أي هي طبيعته التي ولدت معه وقدمت ، فهي كأنها شنة . والشنون ، مختلف فيه ، فقال قوم : هو المهزول ، واحتجوا بقول الطرماح في وصف الذئب الجائع :


كالذئب الشنون



وقال آخرون : هو السمين . ويقال إنه الذي ليس بسمين ولا مهزول . وإذا اختلفت الأقاويل نظر إلى أقربها من قياس الباب فأخذ به . وقد قال الخليل : إن الشنون الذي ذهب بعض سمنه ، [ شبه ] بالشن . وقال : يقال للرجل إذا هزل : قد استشن . وأما إشنان الغارة فإنما هو مشتق من الشنين ، وهو قطران الماء من الشنة ، كأنهم تفرقوا عليهم فأتوهم من كل وجه . ويقال شننت الماء ، إذا صببته متفرقا . وهو خلاف سننت .

[ ص: 177 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية