صفحة جزء
( شعر ) الشين والعين والراء أصلان معروفان ، يدل أحدهما على ثبات ، والآخر على علم وعلم .

فالأول الشعر ، معروف ، والجمع أشعار ، وهو جمع جمع ، والواحدة شعرة . ورجل أشعر : طويل شعر الرأس والجسد . والشعار : الشجر ، يقال أرض كثيرة الشعار . ويقال لما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث ينبت الشعر حوالي الحافر : أشعر ، والجمع الأشاعر . والشعراء من الفاكهة : جنس من الخوخ ، وسمي بذلك لشيء يعلوها كالزغب . والدليل على ذلك أن ثم جنسا ليس عليه زغب يسمونه : القرعاء . والشعراء : ذبابة كأن على يديها زغبا .

ومن الباب : داهية شعراء ، وداهية وبراء . قال ابن دريد : ومن كلامهم إذا تكلم الإنسان بما استعظم : " جئت بها شعراء ذات وبر " . وروضة شعراء : كثيرة النبت . ورملة شعراء : تنبت النصي وما أشبهه . والشعراء : الشجر الكثير .

ومما يقرب من هذا الشعير ، وهو معروف ، فأما الشعيرة : الحديدة التي تجعل مساكا لنصل السكين إذا ركب ، فإنما هو مشبه بحبة الشعير . والشعارير : صغار القثاء . والشعار : ما ولي الجسد من الثياب ; لأنه يمس الشعر الذي على البشرة .

[ ص: 194 ] والباب الآخر : الشعار : الذي يتنادى به القوم في الحرب ليعرف بعضهم بعضا . والأصل قولهم شعرت بالشيء ، إذا علمته وفطنت له . وليت شعري ، أي ليتني علمت . قال قوم : أصله من الشعرة كالدربة والفطنة ، يقال شعرت شعرة . قالوا : وسمي الشاعر لأنه يفطن لما لا يفطن له غيره . قالوا : والدليل على ذلك قول عنترة :


هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم



يقول : إن الشعراء لم يغادروا شيئا إلا فطنوا له . ومشاعر الحج : مواضع المناسك ، سميت بذلك لأنها معالم الحج . والشعيرة : واحدة الشعائر ، وهي أعلام الحج وأعماله . قال الله جل جلاله : إن الصفا والمروة من شعائر الله . ويقال الشعيرة أيضا : البدنة تهدى . ويقال إشعارها أن يجز أصل سنامها حتى يسيل الدم فيعلم أنها هدي . ولذلك يقولون للخليفة إن قتل : قد أشعر ، يختص بهذا من دون كل قتيل . والشعرى : كوكب ، وهي مشتهرة . ويقال أشعر فلان فلانا شرا ، إذا غشيه به .

وأشعره الحب مرضا ، فهذا يصلح أن يكون من هذا الباب إذا جعل ذلك عليه كالعلم ، ويصلح أن يكون من الأول ، كأنه جعل له شعارا .

فأما قولهم : تفرق القوم شعارير ، فهو عندنا من باب الإبدال ، والأصل شعاليل ، وقد مضى .

التالي السابق


الخدمات العلمية