صفحة جزء
( صب ) الصاد والباء أصل واحد ، وهو إراقة الشيء ، وإليه ترجع فروع الباب كله .

من ذلك صببت الماء أصبه صبا . ويحمل على ذلك ، فيقال لما انحدر من الأرض صبب ، وجمعه أصباب ، كأنه شيء منصب في انحداره . وفي الحديث : أنه كان - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا مشى فكأنما يمشي في صبب . وقال الراجز :


بل بلد ذي صعد وأصباب

والصبة : القطعة من الخيل ، كأنها تنصب في الإغارة انصبابا ، والقطعة من الغنم أيضا صبة ، لذلك المعنى . ويقال للحيات الأساود : الصب ; وذلك أنها إذا أرادت النكز انصبت على الملدوغ انصبابا . فأما الصبيب فيقال إنه ماء ورق السمسم ، ويقال بل هو عصارة الحناء . وقال الشاعر ، وهو يدل على صحة القول الأول :


فأوردتها ماء كأن جمامه     من الأجن حناء معا وصبيب

[ ص: 281 ] وقال قوم : الصبيب : الدم الخالص ، والعصفر المخلص . والصبابة : البقية من الماء في الإناء . والصبابة من صب إليه . ورجل صب ، إذا غلبه الهوى ، وهو من انصباب القلب . ويقال تصبب الحر : اشتد ، كأنه شيء صب على الأرض صبا . وتصبصب الشيء : ذهب ومحق ، كأنه صب صبا . ويقال تصاببت الإناء ، إذا شربت صبابته . وكذلك تصاببت الشيء ، إذا نلته قليلا . قال الشماخ :


لقوم تصاببت المعيشة بعدهم     أحب إلي من عفاء تغيرا

التالي السابق


الخدمات العلمية