صفحة جزء
( صعد ) الصاد والعين والدال أصل صحيح يدل على ارتفاع ومشقة . من ذلك : الصعود ، خلاف الحدور ، ويقال : صعد يصعد . والإصعاد : مقابلة الحدور من مكان أرفع . والصعود : العقبة الكئود ، والمشقة من الأمر ، قال الله تعالى : سأرهقه صعودا . قال :


نهى التيمي عتبة والمعلى وقالا سوف ينهرك الصعود

وأما الصعدات فهي الطرق ، الواحد صعيد . وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : إياكم والقعود بالصعدات إلا من أدى حقها . ويقال : صعيد وصعد وصعدات ، وهو جمع الجمع ، كما يقال : طريق وطرق وطرقات . فأما الصعيد فقال قوم : وجه الأرض . وكان أبو إسحاق الزجاج يقول : هو وجه الأرض ، والمكان عليه تراب أو لم يكن . قال الزجاج : ولا يختلف أهل اللغة أن الصعيد ليس بالتراب . وهذا مذهب يذهب إليه أصحاب مالك بن أنس . وقولهم : إن الصعيد وجه الأرض سواء كان ذا تراب أو لم يكن ، هو مذهبنا ، إلا أن الحق أحق أن يتبع ، والأمر بخلاف ما قاله الزجاج . وذلك أن أبا عبيد حكى عن الأصمعي أن الصعيد التراب . وفي الكتاب المعروف بالخليل ، قولهم : تيمم بالصعيد ، أي خذ من غباره . فهذا خلاف ما قاله الزجاج .

[ ص: 288 ] ومن الباب الصعداء ، وهو تنفس بتوجع ، فهو نفس يعلو ، فهو من قياس الباب ، وأما الصعود من النوق فهي التي يموت حوارها فترفع إلى ولدها الأول فتدر عليه . وذلك - فيما يقال - أطيب للبنها . ويقال : بل هي التي تلقي ولدها . وهو تفسير قوله :


لها لبن الخلية والصعود

ويقال : تصعدني الأمر ، إذا شق عليك . قال عمر : " ما تصعدتني خطبة النكاح " . وقال بعضهم : " الخطبة صعد ، وهي على ذي اللب أربى " . ومما يقارب هذا قول أبي عمرو : أصعد في البلاد : ذهب أينما توجه . ومنه قول الأعشى :


فإن تسألي عني فيا رب سائل     حفي عن الأعشى به حيث أصعدا

ومما لا يبعد قياسه الصعدة من النساء : المستقيمة القامة ، فكأنها صعدة ، وهي القناة المستوية تنبت كذلك ، لا تحتاج إلى تثقيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية