صفحة جزء
باب الباء والدال وما بعدهما في الثلاثي

( بدر ) الباء والدال والراء ، أصلان : أحدهما كمال الشيء وامتلاؤه ، والآخر الإسراع إلى الشيء . [ أما ] الأول فهو قولهم لكل شيء تم بدر ، وسمي البدر بدرا لتمامه وامتلائه . وقيل لعشرة آلاف درهم بدرة ، لأنها تمام العدد ومنتهاه . وعين بدرة ، أي : ممتلئة . قال شاعر :


وعين لها حدرة بدرة إلى حاجب غل فيه الشفر

ويقال لمسك السخلة بدرة . وهذا محمول على العدد ، كأنه سمي بذلك لأنه يسع [ ص: 209 ] هذا العدد . ويقولون غلام بدر : إذا امتلأ شبابا . فأما " بدر " المكان فهو ماء معروف ، نسب إلى رجل اسمه بدر . وأما البوادر من الإنسان وغيره فجمع بادرة ، وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق ، وهي من الباب لأنها ممتلئة . قال شاعر :

وجاءت الخيل محمرا بوادرها والأصل الآخر : قولهم بدرت إلى الشيء وبادرت . وإنما سمي الخطاء بادرة لأنها تبدر من الإنسان عند حدة وغضب . يقال : كانت منه بوادر ، أي : سقطات . ويقال : بدرت دمعته وبادرت : إذا سبقت ، فهي بادرة ، والجمع بوادر . قال كثير :


    إذا قيل هذي دار عزة قادني
إليها الهوى واستعجلتني البوادر

التالي السابق


الخدمات العلمية