( صقع ) الصاد والقاف والعين أصول ثلاثة : أحدها : وقع شيء على شيء ، كالضرب ونحوه ، والآخر : صوت ، والثالث : غشيان شيء لشيء .
فالأول : الصقع وهو الضرب ببسط الكف . يقال : صقعه صقعا .
[ ص: 298 ] وأما الصوت فقولهم صقع الديك يصقع . ومن الباب خطيب مصقع ، إذا كان بليغا ، وكأنه سمي بذلك لجهارة صوته .
وأما الأصل الثالث في غشيان الشيء الشيء ، فالصقاع ، وهي الخرقة التي تتغشاها المرأة في رأسها ، تقي بها خمارها الدهن . والصقيع : البرد المحرق للنبات فهذا يصلح في هذا ، كأنه شيء غشى النبات فأحرقه ، ويصلح في باب الضرب .
ومن الباب العقاب الصقعاء : البيضاء الرأس ، كأن البياض غشى رأسها . ويقال : الصقاع البرقع . والصقاع : شيء يشد به أنف الناقة . قال
القطامي :
إذا رأس رأيت به طماحا شددت له الغمائم والصقاعا
ومنه الصقع ، مثل الغشي يأخذ الإنسان من الحر ، في قول
سويد :
يأخذ السائر فيها كالصقع
ومن الباب الصاقعة ، فممكن أن تسمى بذلك لأنها تغشى . وممكن أن يكون من الضرب . أما قول
أوس :
يا با دليجة من لحي مفرد صقع من الأعداء في شوال
فقال قوم : هذا الذي أصابه من الأعداء كالصاقعة . والصوقعة : العمامة ; لأنها تغشي الرأس .
[ ص: 299 ] وما بقي من الباب فهو من الإبدال ; لأن الصقع الناحية . والأصل - فيما ذكر
الخليل - السين ، كأنه في الأصل " سقع " . ويكون من هذا الباب قولهم : ما أدري أين صقع ، أي ذهب ، والمعنى إلى أي صقع ذهب . وقال في قول
أوس " صقع من الأعداء " هو المتنحي الصقع .