صفحة جزء
( صبر ) الصاد والباء والراء أصول ثلاثة ، الأول الحبس ، والثاني أعالي الشيء ، والثالث جنس من الحجارة .

فالأول : الصبر ، وهو الحبس . يقال : صبرت نفسي على ذلك الأمر ، أي حبستها . قال :


فصبرت عارفة لذلك حرة ترسو إذا نفس الجبان تطلع

والمصبورة المحبوسة على الموت . ونهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن قتل شيء من الدواب صبرا .

ومن الباب : الصبير ، هو الكفيل ، وإنما سمي بذلك لأنه يصبر على الغرم . يقال : صبرت نفسي به أصبر صبرا ، إذا كفلت به ، فأنا به صبير . وصبرت الإنسان ، إذا حلفته بالله جهد القسم .

وأما الثاني فقالوا : صبر كل شيء : أعلاه . قالوا : وأصبار الإناء : نواحيه ، والواحد صبر . وقال :


فملأتها علقا إلى أصبارها

[ ص: 330 ] وأما الأصل الثالث فالصبرة من الحجارة : ما اشتد وغلظ ، والجمع : صبار ، وفي كتاب ابن دريد : " الصبارة : قطعة من حديد أو حجر " في قول الأعشى :


من مبلغ عمرا بأن ال     مرء لم يخلق صباره .

قال ابن دريد : وروى البغداديون : " صباره " ، وما أدري ما أرادوا بهذا .

قلنا : والذي أراده البغداديون ما روي أن الصبار ما اشتد وغلظ . وهو في قول الأعشى :


قبيل الصبح أصوات الصبار

فالذي أراده البغداديون هذا ، وتكون الهاء داخلة عليه للجمع .

قال أبو عبيد : الصبر : الأرض التي فيها حصباء وليست بغليظة ، ومنه قيل للحرة : أم صبار .

ومما حمل على هذا قول العرب : وقع القوم في أم صبور ، إذا وقعوا في أمر عظيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية