صفحة جزء
( باب الضاد واللام وما يثلثهما )

( ضلع ) الضاد واللام والعين أصل واحد صحيح مطرد ، يدل على ميل واعوجاج . فالضلع : ضلع الإنسان وغيره ، سميت بذلك للاعوجاج الذي فيها . ويقول القائل في وصف امرأة :


هي الضلع العوجاء لست تقيمها ألا إن تقويم الضلوع انكسارها

وقولهم : دابة ضليع مجفر الجنبين ، إنما هو عندي من قوة الأضلاع ، واستعير ذلك في كل شيء ، حتى قيل لكل قوي : ضليع . وفي حديث عمر لما صارع الجني فقال له : " إني من بينهم لضليع " . والرمح الضلع : المائل . قال :


فليقه أجرد كالرمح الضلع

[ ص: 369 ] ومن الباب : ضلع فلان عن الحق : مال . ومنه قولهم : كلمت فلانا فكان ضلعك علي ، أي ميلك .

قال ابن السكيت : ضلعت تضلع ، إذا ملت ، ويقولون في المثل : " لا تنقش الشوكة بالشوكة ; فإن ضلعها معها " .

وأما قولهم : تضلع الرجل : امتلأ أكلا ، فهو من هذا ، أي إن الشيء من كثرته ملأ أضلاعه . وأما قولهم : حمل مضلع ، أي ثقيل ، فهو من هذا ، أي إن ثقله يصل إلى أضلاعه . وفلان مضطلع بهذا الأمر ، أي إنه تقوى أضلاعه على حمله . فأما قول سويد :


سعة الأخلاق فينا والضلع

فأصله من هذا ، يريد القوة على الأمور . قال المفضل : الضلع الاتساع . وقال الأصمعي : هو احتمال الثقل والقوة . ومن الباب ، وهو يقوي هذا القياس ، قولهم : [ هم عليه ] ضلع واحد ، يعني ميلهم عليه بالعداوة . والله أعلم بالصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية