صفحة جزء
( طبع ) الطاء والباء والعين أصل صحيح ، وهو مثل على نهاية ينتهي إليها الشيء حتى يختم عندها ، يقال : طبعت على الشيء طابعا . ثم يقال على هذا : طبع الإنسان وسجيته . ومن ذلك طبع الله على قلب الكافر ، كأنه ختم عليه حتى لا يصل إليه هدى ولا نور ، فلا يوفق لخير . ومن ذلك أيضا : طبع السيف والدرهم ، وذلك إذا ضربه حتى يكمله . والطابع : الخاتم يختم به . والطابع : الذي يختم . ومن الباب قولهم لملء المكيال : طبع . والقياس واحد ; لأنه قد تكامل وختم . وتطبع النهر ، إذا امتلأ ، وهو ذلك المعنى . وكذلك إذا حملت الناقة حملها الوافي الكامل ، فهي مطبعة . قال :

[ ص: 439 ]

أين الشظاظان وأين المربعه وأين وسق الناقة المطبعه

قال ابن السكيت : الطبع : النهر ، والجمع : الطباع . قال :


فتولوا فاترا مشيهم     كروايا الطبع همت بالوحل

ولعل الذي قالوه في وصف النهر ، أن يكون ممتلئا ، حتى يكون أقيس .

ومما شذ عن هذا الأصل وقد يمكن أن يقارب بينهما ، إلا أن ذلك على استكراه - قولهم للدنس : طبع . يقال : رجل طبع . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع . وقال :


له أكاليل بالياقوت فصلها     صواغها لا ترى عيبا ولا طبعا

ومن هذه الكلمة قولهم للرجل إذا لم ينفذ في الأمر : قد طبع .

التالي السابق


الخدمات العلمية